تقارير
أخر الأخبار

إدارة المبيدات.. مسؤولية الإتجار والتداول

حاجة لتفعيل القوانين والتشريعات

تقرير: راشد حامد عبدالله 

بمقدور مليون طائر في مساحة 1000 هكتار- من غير توالد- إضاعة مائة جوال ذرة في اليوم بواقع 10 جرام للطائر؛ حيث يتناول 3 جرامات صباحاً؛ ومثلها مساءً، ويبعثر 4 جرامات..

واقع جعل وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية الجزيرة؛ د. عبدالمنعم حسن خليفة؛ يجزم بأنه: “لا بدائل لمكافحة الطيور غير المبيدات”..

وتتعرض نسبة 70% من المحصول للفقدان بسبب آفات المخازن رغم عملية الرش، مضافاً لذلك تكاليف “غربلة” المحصول لإخراج الحشرات..

وينطبق الحال على “الطماطم” ونسبة التلف العالية بفعل الديدان.. إذاً المحصلة كما أشار الوزير أنه لا يمكن العيش بمعزلٍ عن المبيدات..

وتتنامى الحاجة لتفعيل القوانين والتشريعات مع موردٍ يُدر أرباحاً طائلة، وتعوزه الإمكانيات لتغطية رقعة واسعة من الأرض، والتفتيش، وتطبيق اللوائح، والقوانين.

ويلفت الوزير النظر على عدم وجود لائحة خاصة بالعاملين، وافتقارهم للتدريب.. ومع ذلك يظل السودان في وضع جيد من حيث استخدام المبيدات مقارنة بدول أفريقية..

حديث الوزير جاء في سياق دورة تدريبية هي الأولى من نوعها في “إدارة المبيدات” بالجزيرة، والرابعة على مستوى السودان..

الدورة التي تنتظم بالقاعة الدولية بـ”مجمع الرازي” بود مدني، في الفترة من ٢٤ سبتمبر- ١ أكتوبر ٢٠٢٢م، ينظمها قِسْمَا المبيدات والسميات ووقاية المحاصيل بكلية العلوم الزراعية..

وتنفذ الدورة بالتعاون مع المجلس القومي للمبيدات، شعبة الكيماويات الزراعية، هيئة البحوث الزراعية، إدارة وقاية النباتات..

ورأى خليفة في قيام الدورة فكرة جميلة وعادلة بالنظر إلى اللائحة الأخيرة، فمختص الوقاية يحصل على الرخصة بعد مضي 3 سنوات من الخبرة، مقابل عشر سنوات لمجالات الزراعة الأخرى..

**تأهيل الخريجين

هدف الدورة المصممة من قبل المجلس القومي للمبيدات والسموم، هو تأهيل الخريج ليكون مسؤولاً في الإتجار والتداول للمبيدات..

وكشف د. حمزة محمد أحمد رئيس قسم المبيدات والسميات بكلية العلوم الزراعية؛ رئيس اللجنة المنظمة للدورة التدريبية، عن استهداف 60 متدرباً من خريجي أقسام الوقاية والمبيدات والسميات بكليات الزراعة..

وتقدم للدورة التي تعتبر بداية انطلاق لدورات أخرى مع الشركاء، 150 متدرباً.

وأعلن أحمد اتجاههم لتنفيذ دوراتٍ أخرى لخريجي كليات الزراعة من الأقسام الأخرى بعد أن يضع لها المجلس القومي شروطاً ومحددات..

كما تبرز وجهة لتنظيم دورات تدريبية للمزارعين لتبصيرهم بالتعامل الأمثل للمبيدات، وليكونوا مدربين للمزارعين في المناطق ذات العلاقة بالزراعة..

**خدمة المجتمع

يشكل عدم إحسان استخدام المبيدات خطراً على حياة الإنسان وبيئته جراء انتشار الأمراض من سرطانات، وفشل كلوي، وغيرها..

وثمة تساؤلات طرحها وكيل جامعة الجزيرة د. ياسر هلال؛ ممثل مدير الجامعة، عن المبيدات وهل هي ضرورة لمحاربة الجوع ونقص الغذاء، وزيادة الإنتاجية؟..

وتبقى الحاجة ملحة في نظر هلال لوضع خطة محكمة لتداول المبيدات، وإدارتها بفاعلية من قبل المهتمين، والمزارعين، مع إحسان طرق التخزين..

كما أن جُل المستغلين، والمتداولين للمبيدات، هم من ذوي التعليم المتوسط، ما يحتم أن يكون هنالك دور لخريجي أقسام الوقاية، والمبيدات والسميات لتقديم النصح والإرشاد فيما يلي التداول والتخلص من المتبقيات..

وتحضر أسئلة من قبيل: هل الأفضل التخلي عن المبيدات، والاتجاه للمكافحة البيولوجية، وكيفية تقنين التداول؛ وحصره في نطاق معلوم، واختيار المبيد المناسب، والآثار البيئية..

استضافة الجامعة للدورة يحقق وفقاً لهلال أحد أهداف الجامعة والتعليم العالي بالتفاعل مع المجتمع، وقضاياه، وتقديم الخدمات لكل مجتمع الولاية..

**شر لابد منه

وتبرز هيئة البحوث الزراعية كذراعٍ فني للعملية الزراعية من خلال تحديد المواقيت المناسبة للزراعة لمختلف المحاصيل، واستنباط تقاوى ملائمة للمناخ وصولاً لإنتاجية عالية تحقق أهداف العملية الاقتصادية والزراعية..

وحيث د. سعاد عبدالجليل ممثلة مدير عام الهيئة، هذا النوع من الأنشطة والتدريب. ورأت في المبيدات: “شر لا بد منه” حيث تكمن المشاكل في الاستخدام وليس في المبيدات نفسها..

**المجلس الزراعي

ويعتبر المجلس الزراعي السودان؛ من أهم الأذرع الاقتصادية التي ترفد الخزينة العامة بإيرادات كبيرة من تعظيم الموارد الزراعية..

ووفقاً لممثلة الأمين العام؛ مهندسة تماضر أحمد بشارة، نشأ المجلس في العام 1993م، وهو جهة مهنية تعمل بقانون 2004م..

والمجلس أحد الأذرع الاستشارية للدولة للنهوض بالقطاع الزراعي، ويمثل جهازاً رقابياً لضمان جودة الإنتاج..

ويعمل على تطوير ومراقبة مهنة الزراعة عبر برامجه المختلفة..

وللمجلس برنامج تقييم واعتماد لكليات الزراعة، والارتقاء بمؤسسات التعليم الزراعي، وتقويم كليات المجالات الزراعية، ومراجعة صلاحية البرامج..

ويعمل على جمع البيانات الإحصائية الخاصة بالكوادر الزراعية، والكفاءات العلمية في المجال الزراعي، ويمثل قاعدة بيانات للمؤسسات التعليمية، والإنتاجية، والخدمية، والبحثية..

ويعمل على عقد امتحان مهنة ممارسة الزراعة بغرض تقويم مقدرات الخريج المهنية، ومنح الخريج ترخيص ممارسة مهنة الزراعة..

ويعتبر اجتياز الامتحان شرطاً أساسياً للتسجيل الدائم بالمجلس..

وشرع المجلس في تنفيذ برامج الزمالات المهنية، وهي درجة عملية تؤهل حاملها بالجمع بين المعرفة الأكاديمية، والعملية..

ونفذ المجلس كما ذكرت عبدالجليل برنامج الممارسات الزراعية لضمان جودة وسلامة أمن الغذاء، والعاملين في إنتاجه..

وتماشياً مع سياسة الدولة الرامية لاستخدام الخريجين الزراعيين في التوظيف الذاتي، عقد المجلس دورات تدريبية لخريجي المجالات الزراعية المختلفة لرفع كفاءتهم، وإكسابهم المهارات والخبرات التي تؤهلهم لسوق العمل عبر التدريب الحتمي والريادي والمتخصص بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة..

ويتم استخدام الكيمياويات والمبيدات بشكل كبير في القطاع الزراعي من أجل حماية النباتات والمحاصيل الزراعية..

وينتج عن سوء استخدامها بطرق غير سلمية كما ذكرت عبدالجليل العديد من الأمراض على المحاصيل الزراعية، والبيئية، وصحة الإنسان..

ولتوضيح أهمية استخدام المبيدات في الزراعة وخارجها، تشكلت لجنة لتصميم برامج لنيل رخصة الإتجار، وتداول المبيدات، حيث تم تنفيذ ثلاث دورات بالخرطوم..

أما الدورة الرابعة والأولى خارج الخرطوم؛ فقد كانت من نصيب الجزيرة؛ المحتضنة أكبر مشروعين زراعيين..

**شعبة الكيمياويات

وفي إطار الاستخدام الأمثل للكيمياويات الزراعية التي تهدف لتحقيق الإنتاج والإنتاجية؛ تأتي أهمية شعبة الكيمياويات الزراعية..

وقال ممثل الشعبة مهندس زراعي أسامة عوض الكريم، أنها أنشئت في الأساس لأغراض فنية تعالج الفراغات في الاستخدام المسؤول للمبيدات..

ولفت إلى أن ظهور بعض المشاكل دفع الشعبة للدخول في مجالات إضافية، كما أنهم درجوا على المشاركة مع الجهات ذات الصلة لتقديم المشورة الفنية، والتجارية..

ونبه إلى أن المسؤولية تقع على المستفيدين من الدورة بصورة كبيرة جداً؛ فالمزارع تنقصه المعلومة الفنية التي يحتاج لها..

وثمة مشاكل كبيرة تواجههم في الاستخدام الأمثل للمبيدات بزيادة أو نقص الجرعة لتأثيراتها الكبيرة، وزيادة التكاليف..

**كلية العلوم الزراعية

وبالعودة لكلية العلوم الزراعية، فتعتبر إحدى أربع كليات تأسست عليها جامعة الجزيرة بجانب العلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد والتنمية الريفية، والطب..

استوعبت الكلية الدفعة الأولى في العام 1978م، وتخرجت أول دفعة فيها في العام 1984م.. بدأت بأربع تخصصات في علوم المحاصيل، والبساتين، ووقاية المحاصيل، والإنتاج الحيواني..

وقفزت الكلية بحسب عميدها بروفيسور صديق عيسى، إلى أحد عشر قسماً؛ من أحدثها قسم المبيدات والسميات الذي خرج (19) دفعة.. بينما خرجت الكلية (38) دفعة..

واعتبر عيسى أن العلوم الزراعية محظوظة بإنشائها في قلب النشاط الزراعي الأكبر في السودان..

غير أن الفترة الأخيرة؛ ورغم إنتاج المشروع محاصيل أساسية حقلية وبستانية، ظهرت مشاكل السرطانات، والأورام، والإلتهابات، والإجهاض وتم توجيه أصابع الإتهام للمبيدات..

المشكلة وكما يؤكد عميد الكلية؛ ليست في المبيدات وإنما في الاستخدام غير المرشد لها وهو ما فرض قيام الدورة لوضع الأمور في مسارها الصحيح من خلال محاضرات نظرية، وعملية، وزيارات ميدانية..

كما تبرز مشكلة عدم الإلتزام بالتشريعات والقوانين المنظمة للاستخدام، ويأمل عيسى في أن يكون هنالك ميثاق شرف يتواثق عليه الجميع بشأن المبيدات..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى