رأي
أخر الأخبار

الاحتيال الإلكتروني.. هي ناقصة؟!

مع فنجان قهوة

د. أيمن هاشم عوض الكريم

في الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة خطيرة أعتبرها المكملة على الشعب السوداني في معاناته ومشاكله وأزماته ألا وهي ظاهرة النصب والإحتيال الإلكتروني عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي تتاجر بآمال وأحلام هذا الشعب المسكين عن طريق منحهم وعوداً بالثراء السريع، إلا أنه للأسف الشديد يكتشفون بأنهم وقعوا ضحية للإحتيال من قبل قراصنة (هكرز) لا يُعرف عنهم أكثر من لمسة زر من خلال لوحة المفاتيح لمواقع التواصل الإجتماعي، فيجد الفرد منا نفسه ضحية لا تعرف كيف وأين يذهب أمام عالم ليس من السهل القبض على مرتاديه.

واللافت للنظر أن الضحايا لمثل هذه العمليات ليسوا فقط البسطاء، فحتى نخبة المجتمع من المتعلمين تقع ضحية سهلة لمثل تلك العمليات الإحتيالية، تبقى المشكلة الحقيقية في الوقوف مكتوفي الأيدي لانعرف حقوقنا القانونية، وماذا يجب أن نفعل أمام احتيال حدث لنا من خلال عالم إفتراضي لا نستطيع أن نثبت على ذلك المحتال أكثر من رسائل مكتوبة عن الإتفاق.

وقع صديق لي ضحية ذلك النوع من الإحتيال الإلكتروني روى لي قصته وأنقلها لكم على سبيل التوعية بمخاطر مثل هذه العمليات الإحتيالية ولكي لا نسقط في الفخ… يمكننا أن نعنون قصة صديقي بـ”حيلة الفوز في المسابقة “… هي حيلة إرسال رسالة منمقة يرسلها إليك الهكرز مفادها أنك ربحت جائزة ثمينة لأي سبب كان ويطلبون منك تعبئة بعض البيانات وإرسال مبلغ من المال حتى يتسنى لهم ارسال الجائزة إليك. لكن الواقع أنه يتم إستخدام تلك المعلومات والبيانات للإبتزاز أو لسرقة حسابك البنكي بالإضافة إلى الإستيلاء على المبلغ المرسل.

رسالة إلكترونية منتشرة هذه الأيام عنوانها “مسابقة حقق حلمك برعاية (……..) تعتمد على إرسال بياناتك الشخصية وبعد ذلك يطلب منك إرسال الرابط لـــ(30) شخصاً ليأتيك تأكيد الإشتراك. هي خدعة لسرقة البيانات الشخصية والبنكية لمستخدمي واتساب يتعرض من خلالها المستخدم للسرقة.

هذه قصة لكن كلي ثقة بأن القصص كثيرة فعملية الإحتيال لا تقتصر على حيلة الفوز بالجائزة، إنما وصل ذلك الإحتيال إلى شراء منتجات مغشوشة إلكترونياً، أو مواد تقدم حلولاً وهمية لمشاكل يعاني منها البعض ولكنها لا تتصف بالمصداقية كأعشاب التخسيس والتجميل وحبوب خسارة الوزن وغيرها من المواد التي يدفع لها مبالغ مالية كبيرة تحول بشكل دوري من قبل العميل إلى المسوِّق الذي يعد بالنتائج السريعة، إلا أن ذلك للأسف الشديد لايحدث فيكتشف العميل بأنه تعرض لعملية احتيال لبيع وتسويق منتج مغشوش.

نحن بحاجة إلى توعية كبيرة بمخاطر التعاملات الإلكترونية أياً كان نوعها، كما أننا بحاجة إلى الكثير من التثقيف القانوني في الطرق التي يجب أن يتبعها كل من وقع ضحية الإحتيال عبر قنوات التواصل الإجتماعي، وذلك بمعرفة ماذا يفعل؟ وكيف يتصرف؟ وما هي الإجراءات الإحترازية التي يجب أن يفعلها قبل تقديم الثقة لمسوِّق المعاملات الإلكترونية.

وبعد أن اقتحمت الأزمات كل جوانب حياتنا بلا استثناء؛ وإزدادت الشهية للسرقة والإحتيال والنصب والغش أصبحنا ما ناقصين..

القهوة… شراب المتسامحين ولحن الأوفياء وقصيدة المنتظرين..

القهوة… أساس اللمة الحلوة وعنوان جميع الأحاديث..

القهوة… تجمع الضحكات والدمعات وتُخلِّد الذكريات..

كم قهوة مميزة شربتموها في حياتكم صعب نسيانها؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى