منوعات

التاجر الطماع

والتاجر الطماع الموجود في عالمنا أخطر من تاجر المرحلة الإبتدائية

ياسر مدني

في المرحلة الإبتدائية عندما درسنا التاجر الطماع كنت اعتقد من فرط سذاجتي أنها مجرد قصة غير حقيقية وأن هذا التاجر الذي يقوم بتخزين البضائع وإحتكارها ليس موجود إلا في الورق بين صفحات الكتب ، ولكن ؟ يبدو أن كل هذا كان خطأ فالتاجر الطماع موجود في عالمنا..يعيش وسطنا ويحتل أسواقنا بجشع ..

والتاجر الطماع الموجود في عالمنا أخطر من تاجر المرحلة الإبتدائية لأنه يطمع في كل شيء ويريد إحتكار كل شيء دون خوف من الله فهو مثلاً .. مثلاً يطمع في الحكم ويطمع في السلطة ويطمع في السيطرة ويطمع في حق الغير بل ربما يطمع حتى في أن يكون الهواء في قبضة يده ليكون جزء من تجارته الرابحة..إنه التاجر الطماع الذي إحترق مخزنه بما فيه بينما تاجرنا الذي نلتقي به يومياً يتفنن في الكيل والميزان ويعتبر التجارة شطارة ومهارة ..

# إن ضمير التاجر الطماع ميت وإحساسه خامل ومتبلد وبالرغم من ذلك تجده يصلي ويتعبد ، و عندما يفرغ يسارع إلى شيطانه ليحتضنه بشوق .. إنه شيطان الجشع ، والطمع في حق الآخر ، ومن العجيب والمدهش أن يتطور الطمع مع تطور العصر حيث نلاحظ أن هنالك مواكبة للطماعين للتقنية فبدلاً من أن يقوم التاجر الطماع بتخزين الحطب كما في القصة حسب ما اذكر نجده هنا في الواقع يقوم بتخزين الطائرات والعربات والأجهزة المتطورة سوى كانت تعمل بالكهرباء أو البترول أو الطاقة الشمسية ، والتخزين نوع من أنواع الإحتكار لأنك عندنا تذهب لشراء نوع معين من هذه الأجهزة سيقولون لك أذهب إلى فلان ، وفلان هو نفسه..نفسه التاجر الطماع الذي يستقبلك بإبتسامة خبيثة ويظل يتلاعب بك ، ويتفنن بواو القسم في الأخذ والرد حتى يسلب ما في جيبك من مال ، وتعود أنت المسكين مع إحساس بأنه تمت سرقتك بواسطة عملية بيع وشراء هي في الحقيقة نتيجة طمع وجشع ونصب وإحتيال من تاجر طماع خرج من صفحات الكتب ليعيش وسطنا رغم أنوفنا..

 

 

yassirmadani@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى