مقالات

التغافل ليس الحل الأمثل احياناً 

خربشات على جدار الواقع 

الرياض:الخرطوم:مدني نيوز

تيسير محمد عوض -السعودية

 

الانسان كائن اجتماعي بطبعه وحاجته للتواصل فطرية ،لذلك لابد أن يتقن فنون التعامل مع الاخرين ليستطيع العيش بسلام نفسي في زمن تأرجحت فيه القيم الأخلاقية في المجتمعات وأصبح الناس يمعنون في ازعاج من حولهم ، ويتفنون في الاذى النفسي والمعنوي والتلفظ بألفاظ غير لائقة والإساءة والهمز واللمز والاقصاء والحسد والحقد والكلام المبطن الذي يحمل اكثر من الف معنى …

المؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف ،قد يكون الصبر

والتغافل قوة وفن لايتقنه الا الكيس الفطن والانسان العظيم ولكن هنالك حالات لايصلح فيها التغافل ابداً …

العلاقات ليست جميعها على درجة

واحدة فالننظر فيها ونؤطرها

اذا صدر تصرف يزعجك من أحد الأبوين او انسان مقرب تربطك به صلة رحم عمك خالك شخص كبير من الاسرة ، ووشائج الصداقة والجيرة هنا التغافل واجباً مهما كان حجم الخطأ الذي صدر من عزيز لديك ، تشبث بخيوط الود، ولاتمزق تلك الوشائج لابد من الصبر المسامحة وتحمل الأذى والدفع بالحسنة …

اما اذا صدرت تصرفات طائشة غير مقبولة من اشخاص اخرين فلابد للمرء ان يكون عاقلاً وحازماً نوعاً ما ،فالننظر فيها ، ومن مكانة الشخص لديك،يكون العفو جميل اذا كان في بابه ،اما في غير محله فليس من النبل في شىء ،اذا تكرر السلوك السيء وأصبح كنوع من الاستغلال هنا لابد من وقفة وتقييم الحالة لان بعض الناس جبلوا على الظلم فينبغي ان تردعه لكي لايتمدد في التصرف الغير محمود ،فمن الضعف بمكان أن لاتؤدبه وانت قادر على ذلك ، فالقوة محمودة في كثير من المواطن لكي لايلحق الظلم مجدداً بك و بالاخرين ،والانتقام سهل لايكلف شيئاً ولكن الشخص الكبير بتصرفاته وأخلاقه ومبادئه يبين للطرف الاخر ان بامكانه أخذ حقه وفقاً للحقوق الاجتماعية ، ويمكن ان يصده وليس معنى التجاهل والتغاضي ضعف وانما انك تربأ بنفسك ان تكون في مثل هذا المقام …

اظهر لأصحاب العقول الصغيرة قدرتك على الانتقام وليكن هذا بمثابة تحذير وإنذار وفرصة اخيرة ستتغاضى هذه المرة لسلامة صدرك من الغل والحقد ،ولانك تحب ان تشيع فضيلة الاخلاق الكريمة الطيبة بين الناس ، ولانك انسان محترم ،ولكن واذا صدر هذا التصرف مجدداً فلاتلوم الا نفسك…

قال الله تعالى في محكم تنزيله :

{وجزاء سيئة سيئة مثلها ،فمن عفا وأصلح فاجره على الله …)

لاتعلو فوق قدر الله ،عش حياتك أعمى مع من تحب وكن مع الاخرين بصيرا ،وإرضاء الجميع غاية لاتدرك لاتسعى لمدارة الناس على حساب نفسك ،وكل الامور في هذه الحياة يجب ان تسير بميزان ، لذلك وازن بين فكرك والمنطق …

ولكي تحافظ على سلامة صدرك و صحتك النفسية ،تخلى وابتعد عن كل شخص يزعجك ولايدرك قيمتك ولايعرف مكانتك اذا كانت علاقتك به عابره ، او مجرد معرفة سطحية ،واكتفي بالسلام سنة الاسلام…

فأنت ليس مجبور على تحمل هذه السخافات ، وتلك الشخصيات السامة ،انتقي الاخيار الذين تشعر معهم بالراحة والتقدير وأعرض عن الجاهلين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى