تقارير
أخر الأخبار

السرطان.. رسائل في بريد المواطن

احذروا الخطر الداهم

تقرير/ ود أبو حامد

قد يكون أمر تلك “الحبة” البارزة في الثدي قبل سن الأربعين، أمراً طبيعياً ولكن إذا كان الأمر بعد بلوغ الأشُد؛ فتلك علامة خطورة ومؤشرٌ للإصابة بمرض السرطان..

ولا يختلف الحال كثيراً في شأن النزيف من المستقيم بعد سن الخمسين فهي قد تكون إشارة تحذيرية لوجود “ورم” سرطاني..

وتجدر المسابقة عندها إلى إجراء منظار لـ”المستقيم” لتأمن مكر المرض لنحو عشر سنوات إذا كانت النتيجة تحمل لك خبر أنك “صحيح معافى”..

والركون إلى تشخيص مفاده أن هنالك بواسير أو شق في المستقيم بعد الخمسين قد لا يكون محمود العواقب.

وكذلك أوجاع الظهر بين المسنين ومشاكل “البول” فقد يكون وراءها سرطان “البروستاتا”..

وثمة علاقة مباشرة بين التدخين و”السعوط” بالسرطان حتى وإن بلغت سنوات التدخين الـ”20″ فإن التوقف عنه يقلل من نسبة الإصابة بالمرض.

بيد أن مبعث الاطمئنان في كل ذلك، هو إمكانية الشفاء من المرض حال تشخيصه مبكراً.

فالاكتشاف المبكر يقي الشخص المصاب من مضاعفات المرض ويزيد من فرص الشفاء.

*غياب الإحصائيات

أما مبعث القلق من ناحية المرض؛ فهو عدم وجود إحصاءات حقيقية لمعدلات انتشاره بالسودان..

يؤكد ذلك د. معاوية محمد علي الحسن اختصاصي علاج الأورام بالمعهد القومي للسرطان..

ويشكل سكان المنطقة القادرة على التشخيص عادة النسبة الأعلى من المصابين..

فالجزيرة على سبيل المثال تمثل نسبة كبيرة من المرضى، فيما تتوزع بقية النسب على ولايات القضارف، سنار، كسلا، والنيل الأزرق.

وبالنسبةلاختصاصي علاج الأورام، فإن التدخين يعتبر المسبب رقم واحد للسرطان إذ يمثل واحدة من بين كل خمس وفيات..

ومكمن خطورته أنه يؤدي لإصابة (15) موقع بالجسم بالسرطان من بينها المريء، والبلعوم، والمعدة، والمبايض، والتجويف خلف الأنف..

يضاف إلى ذلك “التبغ” الذي يسبب سرطان الفم لاحتوائه على مادة “النيكوتين” وهي مادة مسرطنة تسبب أيضاً سرطان الرئة.

وخلال ندوة التوعية بالسرطان أشار د. معاوية إلى أن بعض أنواع البكتيريا المعروفة بجرثومة المعدة تسبب سرطان المعدة.

وكذلك تتسبب العلاقات الجنسية المفتوحة في الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولفيروس الكبد الوبائي (ب) علاقة مباشرة بسرطان الكبد..

غير أن التطعيم ضد هذه الفايروس يمكن أن يمنع حدوث 30% من حالات الإصابة بالسرطان وبالتالي منع مليون حالة إصابة سنوياً.

وبتقدم سنوات العمر؛ تزيد احتمالات الإصابة بمرض السرطان، مع بروز عوامل أخرى تؤدي للإصابة كالأكل غير الصحي والزيادة في الوزن..

وكذلك الالتهابات المختلفة التي تقف وراء 15% من السرطانات، يضاف إلى ذلك الخمور والشيشية وهي تعتبر من الأسباب الأساسية للإصابة بهذا المرض.

*الكشف المبكر

وتتناسب معدلات الشفاء من السرطان طردياً مع التشخيص المبكر والسليم، والتدخل الجراحي، والعلاج الإشعاعي والكيميائي، والتلطيف، والدعم النفسي.

ويقي الكشف المبكر من الإصابة بنسبة 50% من السرطانات ورغم ذلك فإن 75% من مريضات سرطان الثدي يأتين في مراحل متأخرة مما يقلل من فرصهن في الشفاء.

سابقاً؛ تحدثت إحصاءات عالمية عن إصابة نحو “10” ملايين شخص بالسرطان في العالم وسط توقعات بارتفاع العدد إلى “15” مليون مصاب في العام 2020م بنسبة زيادة 50% في ظرف عشر سنوات..

ذلك بسبب تقدم العمر، والتلوث، وتطور تقنيات الاكتشاف، ويحصد السرطان أرواح أكثر من “8” ملايين شخص سنوياً في الدول النامية نظراً لعدم توفر العلاج والتأخر في الكشف.

*تزايد نسب الإصابة

وأكد د. معاوية زيادة حالات الإصابة بالسرطان في السودان بحسب إحصاءات الرسمية..

ويعتبر سرطان الثدي والبروستات من أكثر السرطانات شيوعاً، فيما تتسبب قلة المناعة وزيادة فترة التعرض للملوثات في إصابة ثلثي المرضى بعد سن الخمسين.

ولفت د. معاوية إلى وفاة “15” ألف شخص سنوياً بالسودان بسبب السرطان وعلى رأسها سرطان الثدي..

ونوه إلى أن نسبة الإصابة في الإطفال لا تتجاوز 5%..

وأشار لتسبب مادة “الاسبستوس” في الإصابة بسرطان الرئة، بجانب الأشعة النووية، ومادة “الافلاتوكسين” المتواجدة في “الفول السوداني”..

وتتزايد نسب الإصابة بسرطان الكبد خاصة في مناطق الاعتماد على هذا المحصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى