مقالات

السودان :بالقدار دنقلا العجوز تضاء الشموع

تتحدث عن دنقلا

الدوحة:الخرطوم :مدني نيوز

بقلم عواطف عبداللطيف

منذ سنوات وكأننا نحفر في الصخر ليكون مقرا لخالاتنا وعماتنا ومن يكابدن ضيق العيش وهن يرفرفن بأجنحتهن وأطراف أثوابهن الممزقة علي أيتام وتلاميذ وكبار سن وعجزة لا عائل لهم .. يكافحن لتوفير لقمة العيش لكي لا ينام صغارهم وبطونهم تصوصو جوعا ووجعا ..

وخطوة خطوة تخطينا المتاريس العالية وردمنا الحفر واستعضنا سقف الغرف من جريد النخيل البالي بالزنك وعرشنا ” الراكوبة ” وغرسنا شتول الحنة والريحان … وكان يوما ملونا بالفرح والتفاؤل والحيوية وتزامنا ورفرفة علم الاستقلال علي سارية القصر في ذلك اليوم المؤغل في عظم التاريخ قبل (٥٦) عاما وبذات الساعة كان طلبة وطالبات مدارس دنقلا العجوز القدار وامهاتهن وأبناءهن ومعلماتهن التربويات الهميمات أبتهاج هاشم سعيد وعصام وعلي ورشا واماني ونهلة عبدالقادر يتحلقن بدار ” راقية للاسر المنتجة ” نعم دار استطعنا أعادة الروح لمفاصلها هي تماما تجاور جبل قدار العتيد التليد الذي تغني بشموخه الشعراء .. وتحوط بقربه رجالات الدين والطرق الصوفية وخلاوي القرأن وهمشكوريب وعلماء تشق سيرتهم الفضاءات .. سوار الدهب والذيادات وساتي ماجد وود درار سليل الأكابر ..ومريم كانور عزوتي ..

وجاء رجالات تنقسي رفقة الحوري حسن بدعم مقدر من الامين العام لتحالف الشمال الفاتح صالح ادريس الذي لم تنقطع ارشاداته ورعايته لتكون راقية شامخة ومنارة تماما كأبناء المقاودة الاكارم بابكر كاشف وابراهيم وضياء كلوده وأمسك عادل محجوب بالمايكرفون والقى كلمة بثت النشاط في عروق كادت ان تجف يوم خزلها ” وليداتها ورجالاتها ” ومن القلب حدثتنا المربية نصره حسن علي بأنها ستكون داعمة ومشجعة لتترفرف اعلام ومنارات دار راقية كبقعة نابضة بالنشاط والحيوية لكي لا يجوع أيتام ولا يتخلف صبي او صبية عن الجلوس علي كراسي الدرس .. كم كان مفرحا ان طالبات الصف الثالث استلموا كتاب مقرر الفيزياء دعما من راقية في زمن صار الكتاب المدرسي رفاهية صعبة المنال .. وما أجمل اللفتة البارعة ان يكون حصاد مزرعة التمر علي قلتها هدية متواضعة لاسر معدمة ومن راقية التي أحدثكم عنها كمشروع للتنمية البشرية المستدامة لتكبر وتترعرع بأنفاس كريمة كعصفورة ترفرف باجنحتها لترطب قلوب أرهقها الفقر والحاجة للقمة عيش كريمة في بلد تقول كتب التاريخ أنه سلة غذاء العالم .. أه .. أه .. يا بلد يتطاحن قادتها فقط ليجلسوا علي كراسي الحكم .. ولكن البذور الطيبة لابد ان تنتج قمحا وفولا ..وستظل كوكبة راقية بدنقلا العجوز تكبر بأنفاس الخلص طالما هناك همم عالية تتعطش للعمل المبارك وما التوفيق إلا من العلي القدير ..كونوا لراقية ومعها ومددوا أياديكم .

Awatifderar1@gmail.com

المصدر:تم الارسال الي مدني نيوز بواسطة عواطف عبداللطيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى