رأي

السودان معضلة القبيلة و الرصاص بقلم الدكتور محمد ابايحي

و على العقل أن يعتلي منصة التفكير التبصري

الرياض:الخرطوم:مدني نيوز

بقلم الدكتور:محمد ابايحي

الدولة تفتقر و تفتقد أدني حد من سلطة وطنية قوية لتبسط هيبتها و توفر أمن الأمة في سلامتها و معايشها.

لم و لن يتحقق السلام ما لم تحسن الدولة إدارة التعدد العرقي والقبيلي المتجزِر و المغِل في الغبينة منذ التاريخ القديم،، و تزيل البغض والعداء بين بني الواطن الواحد.
هذا السلام والأمن لا يتحقق بعقد اتفاقات زبونية ريعية تعود نفعها لأمراء الحروب و قادتها..

الدولة الغائبة التي تدار بالعقل الرعوي و المحاصيص القبيلية تعجز عن إيجاد صيغة توافقية لتنمية و إعلاء الولاء الوطني القومي نظير الولاء الجهوي و القبيلي،،

دائما ما ينطرح السؤال!! أن كيف تسمح لدولة لها مؤسساتها في حفظ الأمن و طمأنينة الناس بوجود هذا الكم من السلاح الثقيل الذي لا تمتلكه إلا الجيوش،،

في أيدي القبائل مهما كانت الظروف،و المبررات!
– اللعب بالسياسة في أطار القبيلة حوَّل أبناء القبائل إلى مجموعات و جيوش يذيق بعضهم بأس بعض،
– عملت التدخلات السياسية والاستقطاب لازمان طويلة على تسييس القبيلة و توظيفها في اتجاهات نفوذية كسبية مما أيقظت عوار جاهلية الجهوية،،و كل ما كان نائما من فتنة في أرجاء البلد تبحث زبونية الحصص و الريع و المنافع ،،
– المعضلة التي تواجه المجتمعات هي أنّ الناس يقاتلون ويُقتلون ويَقتلون ويموتون من أجل أوهام يرسموها مجالس النفعيات من المشتغلين السياسيين ،فيخربون سكن الحياة.
– لسوء الحظ الصراع القبلي يرتبط ببنية الدولة و خطابها فتحولت النزاعات الاجتماعية الي صراع مسلح يتجاوز النزاع القبلي التقليدي، الذي يتم احتواؤه بالأعراف القبلية ومجالس الأهالي تحت ظل الشجرة و راكوبه كبير القوم.
– معضلة القبلية في السودان تحتاج إلى جهود جبارة ليس فقط على المستويات الامنية، ولكن على مستوى إدراكات التفكير المستقبلي و ضرورة تأسيس مراكز تفكير، وأدوات عمل متقدمة تلعب دوراً تأثيرياً على الأرض، لإنقاذ ما تبقي من مساحة الحياة علي هذي الارض الحزينة،
– و على العقل أن يعتلي منصة التفكير التبصري ، واضعاً نصب عينيه الكفاح من أجل الحياة، وليس جعل الحياة في خدمة الأوهام.
*حفظ الله السودان و شعبه الطيب المغلوب في أمر قادته و سياسييه ي رب،مع الدعوات للأهالي بالنيل الأزرق*

د. محمد ابايحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى