اللَّعِبُ مَعَ الشَّيْطانِ…بقلم الدكتور شاكر صبري
وقانا الله جميعا شر الحاقدين ونصرنا عليهم أجمعين

القاهرة:الخرطوم:مدني نيوز
بقلم د/ شاكر صبري – مصر
الشيطان هو كل من يسعي جاهدا لإفساد حياتك وإيقاعك في بئر الضياع ، ربما كان المقصود به شيطان الجن وهو إبليس أو أعوانه ، فإبليسُ قد كرَّس حياته كلها من أجل إدخالك أنت وغيرك من بني آدم جهنم ، وهذا أقصي ما يتمني ولن يألو جهدا في تحقيق هذا الهدف علي قدر ما أوتي من إمكانيات .
وقد نقابل أشخاصاً منزوعي الحب والرحمة من قلوبهم نحونا مثل إبليس تماماً
يبتلينا الله بهم ، يبدون لنا الود وربما تقربوا لنا وي قلوبهم من الحقد ما يدمر حافلة بأكلمها ، لن يتنازلوا عن حقدهم مهما قدمنا لهم من معروف ، ولن يشفقوا علينا مهما نالنا من أذي وربما كان بسببهم ، هؤلاء تجدهم وقت المحنة يتقربون إليك ، لا لينقذوك ولكن ليشمتوا فيك وليقطعوا أي خيط للأمل يرونه باديا امامهم ، هذه النوعية من البشر تحاول جاهدة ان قريبة منك ، متواصلة معك ، باستمرار ، حتي تكون مكشوفا أمامهم ليستطيعوا أن يبثوا سمومهم في حياتك ، يستخدمون عيونهم لحرمانك من نعمٍ كثيرة ، يستخدمون أساليب المدح لك في الأمور التي يرونك مقبلا فيها علي الضياع ويحفزونك بصدق وبمشاعر مرهفة ، يستخدمون النميمة لإفساد طريقٍ طيبٍ تسير فيه وبعد أن تضل قدمك أو تزل تجدهم بجوارك فرحين وهم يواسونك ويهدؤن روعك حتي تنام وأنت قرير العين فإن وجدوا أملا حاولوا تحطيمه وتضييعه ، كما يقال يصطادون في الماء العكر .
يحاولون جاهدين بأرقي الأساليب ان يقنعوا من حولك بما يشينك ما أتيحت إلي ذلك الفرصة ، علي قدر ما يتسني لهم ، ويستخدمون أساليبا توهم الآخرين بأنهم ربما يقولون ذلك خوفا أو حرصا عليك باعتبارهم مقربين منك ، اختلفت الوسائل واختلفت الطرق ولكن القلوب واحدة ، هناك قلوبٌ تمتليء حقدا وحسدا بلا حدود ، ولكن الحاسد يصعب أن يتجاوب معك تجده ينفر منك وتنفر منه ، لأنه لن يتقبلك ، أما الحاقد فإنه متلون يتملق في إظهار أجمل الكلمات ، وأطيب العبارت التي تقربه منك .
ولكن هل كل قريب منا حاقد أو حاسد ، بالطبع لا فالمتفرض ان أقرب الناس لنا هم من نحبهم ويحبونا ـ ولكن من يرتاح له أبي وامي وإخوتي وأنا أيضاُ فالبتأكيد هو وفيٌ لنا ، من يحبك بصدق سيكتشف من يكرهك من مجرد حوارك معه أو حدوث أمور ومواقف معه سيعرف أنه حبيبك أو عدوك ، وبالتالي يجب أن تعرف الآخرين من خلال نظرة الآخرين أيضا ، تجد من يحقد عليك ويدعي المحبة يكره من يحبونك بصدق ويشكك فيهم أو في أخلاقهم أو في حبهم لك المهم أنه لا يندمج معهم .
ربما كانت هناك وسائل لمعرفة المحب من الحاقد ، وهي المواقف ستظهر لك تماماً ما يجول بقلوبهم ، إن لم تجد المواقف التي تظهر لك نواياهم ، فأغضبهم فجأة ، فستجد ما تضمره قلوبهم , استنجد بهم في موقفٍ فيه ما يسرك ، وهم قادرون عليه ، ستجدهم يفرون منك فرار القسورة من الأسد بأعذب الكلمات وأرق العبارات .
ربما أجبرتك الظروف علي التعامل مع مثل هؤلاء .
في العمل في المدرسة ، في المنزل ، والأدهي والأمر هم الأقارب وخاصةً الأقربون لك ، وكم من جبال هدمت بسبب هذا اللون من البشر
و هناك من البشر من يركض الشيطان امامهم حبا وتعظيما لأنهم رسه في الأرض
و كما أن هناك شياطين للأفراد ، فهناك شياطين للدول ، ومن يفهم كلامي جيدا يعرف مدي ما يضمره الحاقدرون لأوطانهم وما يدبرون لها في العلن ،وما كان في الخفاء أشد وأقسي
كيف تتجنب حقدهم وشرهم وتعاملهم بنفس مستوي عاملتهم ؟
كيف تتعامل مع الشيطان ؟ أم كيف تلعب مع الشيطان ؟
حين تكون قوته أكبر من قوتك وتمكن منك ، فليس أمامك إلا أن تستسلم تمام الاستسلام
بل وتظهر أنك رضيت بما أنت فيه من حال ، وأنك بلا رغبة في التفدم ،واجعله يشعر بذلك حتي يرضي ، حتي تتاح لك الفرصة للنجاة منه
الا تجعله يشعر أبدا أنك تفعل شيئا جادا ، بل أقنعه تمام الإقناع أنك ميت
فإن استطاع أن يستشعر أن لك هدف ، وأن عندك طموح فسوف يقوم بتحليل شخصيتك
ويفتش عن أعمالك وساعتها سيقطع كل خيوطك للنجاح بطريقة شيطانية . ….
وفي حالة أنك تملك أمرك وهو يحاول أن يسقطك ، أولا دعه يسعي في تنفيذ كل ، مآربه
لا تشعره أنك تفهم شيئا ، واجعله يبذله أقصي ما عنده أحيانا وانت تراقبه بحرص
لأنك لو قاومته فمعناه أنك قد فهمت نواياه ، وهو ما يجعله يبذل قصاري جهده
وربما قام بتنفيذ أهدافٍ لا تعرف أبعادها ، فاتركه يشبع رغباته العدوانية
وفي الوقت المناسب ، افضحه أو ابطل مفعول سحره .
ساعتها سيجن جنونه وربما أصيب بصدمة تجعله يشعر بالعجز أمامك مدي الحياة
تختلف المقاومة باختلاف الشيطان ومدي حقده وحسده لك ومدي قوته ومدي ما حققت من انتصار .
إن إشعارك له بالغباء أمام نفسه كفيل بأن يجعله يشعر بالرهبة الدائمة منك خاصة في الأمور الكبيرة التي خطط لها كثيرا ونالت من وقته وذهنه الكثير والشعور النفسي بحب التدمير والإفساد ، ومع ذلك فلا تستفزه في هذه الأوقات ربما قتلك من شدة النار التي تأكل في جسده ، أو صدر منه انتقام علني يؤذيك ، تعامل معه بلطف ورقة ولين مثلما كان يتعامل معك ولا تشعره بأن الموضوع يشغل بالك ، وربما كان من الأفضل أن تشعره بأن الأمر جاء صدفة ، حتي تستطيع خداعه في جولاتٍ أخري
سنجد في حياتنا الكثير من هؤلاء ولكن بدرجات متفاوتة ، فهناك حاقدٌ لنجاحك في أمر معين يحول دون وصولك فيه مهمها كانت الأسباب والطرق ، وهناك من يفعل ذلك من اجل مصلحة شخصية لأن نجاحك سيضيع عليه الكثير من الفرص كترقية أو علاوة او غيره مع أنك لست مسئولا عن ذلك ولكنه يتخذك عدواُ دون ان تشعر ..
والأسباب كثيرة ، ولكن ما تكلمنا عنه وقصدناه هو الحاقد الشيطاني الذي يمتليء قلبه بالحقد والحسد لك دون ذنبٍ منك ودون أن تقدم له ما يدفعه إلي ذلك ، بل ربما كنت السبب في تقديم خيرٍ له أو شيئا يسر يوماً من الأيام .
وقانا الله جميعا شر الحاقدين ونصرنا عليهم أجمعين .