
الخرطوم:مدني نيوز
بقلم : علي يوسف تبيدي
المولد النبوي الشريف تظاهرة دينية باسقة يحرص جميع السودانيين على إقامة شعائرها الطيبة وملامحها النورانية كاسبقية وجدانية معظمة لاتحتمل التفريط والإقلال من ألقها الروحي ومناسبتها الخالدة وأريجها الفواح المعطر بالهاله النبوية الباذخة والدلالة السماوية الوضاءة.
ما أعظم ليالي المولد الشريف، وما أجمل أسراره الكامنة في الروح والعقل والإرادة البشرية، وكم رأينا جحافل الطرق الصوفية والطوائف الدينية تملأ الارض حبوراً والمكان جلالاً في السراديق والميادين والساحات في الخرطوم والأقاليم رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً يزداد تجمعهم الباهر بمشاركة المؤسسات العديدة والبعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية والعربية والشخصيات الاعتبارية.
تتأطر في ذكرى المولد النبوي محبة السودانيين للرسول الكريم سيدنا محمدعليه الصلاة والسلام، وهي محبة موجودة في سويداء القلوب ومتأصلة في النفوس والأحاسيس..
علاوة عن ذلك فإن هذه الاحتفائية العظيمة تجسد معاني المحبة والتسامح والسلام والتأخي والتوداد..
الشاهد أن الاحتفال بميلاد أعظم مخلوق هو الرسول الكريم شرف عظيم وفخيم لا يدانيه شرف ومنزلة سامية أخرى..
وهو الذي أتى بالدعوة الإسلامية الحنيفية الخاتمة للبشرية جمعاء؛ فالدين عندالله الإسلام”صدق الله العظيم”..
رسالة الإسلام باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فقد حرر نبينا الإنسان من التهلكة والضلال وهداه إلى الطريق القويم ويكفل التحرر من الكفر والزيغ والفساد في الأرض.
لاشك أن هذه المناسبة الكريمة لا تأفل ولا ينضب معينها وسوف تستمر على مر الدهور تلهب النفوس بالعزة والسمو وهي محبة وتعظيم لنبي الأمة يتجدد تلقائيا بزخم مفتوح وإرادة صلبة وعزيمة لاتقهر.
طابت هذه الذكرى العظيمة الباقية في الوجدان والنفوس إلى يوم القيامة فهي تحمل لحظات مقدسة وأشواقاً روحانية يتمنى المريد لو تبقى العمر كله.