
الدوحة:الخرطوم:مدني نيوز
خالد شكري
ان التهادي جميل ويفرح القلوب ، ولكن الهدايا قديما لم تكن اسعارها كما هي اليوم ، وذلك نتيجة غلاء البضائع كثيرا عما قبل ، وبالاخص هدايا اعياد الميلاد المستمرة والتي تستنزف مبالغ ليست بقليلة ، نظرا لان على كل صديقة ان تشتري هدايا لاغلب صديقاتها في اعياد ميلادهن ، بحيث تهدي صديقة او اثنتان او ثلاث في كل شهر ، وقد تكون تلك الصديقة من ذوات الدخل المحدود او عليها قروض او لديها التزامات اخرى تجاه اسرتها ، وبذلك ستفتح تلك العادة ابواب اخرى من الهموم والتقصير المادي على النفس .
ففي نظري انها عادة خاطئة ويجب محاربتها ، وذلك بان يتفقن الصديقات على ايقافها لمحاربة هذه الظاهرة الاجتماعية الخاطئة ، فالشخص واسرته اولى بتلك المبالغ .
بالاضافة الى هدايا السفر ، فنحن نعلم ماهي تكاليف السفر الباهظة ، فلم نقوم بزيادتها من خلال شراء الهدايا لجميع من حولنا ؟ فلو جمعنا مبالغ الهدايا في كل سفر نرى انها تستنزف مبالغ كبيرة ، حيث الاسرة والابناء اولى بتلك الاموال التي تصرف في غير محلها .
واغلب الناس ليسوا بحاجة لتلك الهدايا ، لذا فلنجعل كل شخص يشتري مايريده من ماله ، لانه يعلم كيف يوازن بين مايريد شراءه وبين حالته المالية ، ولا داعي ان ينظر الى مالا يستطيع شراءه ، ويلمح لغيره بان يشتريه له ، فلا يفعل ذلك الا من لا كرامة له ، ومن لا يمتلك الكرامة فرضاؤه ليس مهما و لاداعي لعشرته اساسا ، كما ان التقدير ليس بالمال ، بل بالاحترام والمعاملة الحسنة ، اما من يوى ان التقدير بالمال والهدايا فدلك مخطئ خطأ جسيما .
ختاما ، يجب ان نعلم ان ليست كل عادة صحيحة وليس كل اجراء صحيح ، لانهما من صنع الانسان والانسان ليس معصوما عن الخطا ، والانسمح لاي عادة دخيلة بان تعكر صفونا وتقلق راحتنا ، ولا ننسى ان هنالك دول كانت غنية واصبحت فقيرة بسبب بذخ شعوبها