مقالات

تأخر الكلام عند الطفل..بقلم د/ شاكر صبري – مصر 

القاهرة:الخرطوم:مدني

بقلم د/ شاكر صبري – مصر

يعتبر البناء اللغوي عند الطفل في مراحل حياته الأولي ضروري لإعداد الطفل للدخول إلي المدرسة بعد ذلك ، وقد أثبتت الدراسات التي تهتم بلغة الطفل أن أفضل المراحل لاكتساب الطفل اللغة تبدأ من عامين وحتي سن البلوغ .

ويعتبر الاهتمام باللغة الطفل أولي الخطوات في التربية ، وتبدأها الأم بمناغاة الطفل ومداعبته مع بداية ميلاده وتقوم بتدريبه علي الأصوات والكلام والنطق خطوة بخطوة حتي يستقيم لسانه شيئا فشيئاً .

ولهذا فإن تأخر النطق يعتبر مشكلة كبيرة لمن يهتمون بالتربية .

تأخر النطق (بالإنجليزية: Language Delay) ويعرف بأنه تأخر تطور أو استخدام الميكانيكيات التي ينتج عنها النطق حيث ينخفض مستوى الوضوح مع تعقيد مفردات الكلام عن الحد الطبيعي الملائم للمرحلة العمرية للطفل ، ويعتبر تأخر النطق مشكلة شائعة تؤثر في 3 -10 % من الأطفال كما أنها تشيع بمقدار 3 -4 أضعاف عند الذكور مقارنة بالإناث

تأخر النطق عند الطفل هو نوع من تأخر التواصل والتفاعل مع الآخرين .

يختلف تأخر النطق عن اللغة ، حيث يشير النطق إلى العملية الفعلية لإصدار الأصوات ، وذلك باستخدام أعضاء وتراكيب الجسم مثل : الرئتين ، والأحبال الصوتية ، والفم، واللسان والأسنان ، وما إلى ذلك ، بينما يشير تأخر اللغة إلى التأخر في تطور أو استخدام المعرفة اللغوية ، وكذلك القدرة علي التواصل مع الآخرين عن طريق الكلام .

هناك تفاوت بين القدرات التي يمتلكها الأطفال في العديد من الجوانب التي تمرّ بهم وبحياتهم في مرحلة الطفولة ، كالتفاوت في بدء الكلام ، فهناك من الأطفال من يتكلّمون في سنّ مبكّر من طفولتهم ، بينما هناك آخرون يتأخّرون في الكلام مقارنة مع غيرهم ، وقد يكون التأخّر أمراً طبيعياً ولا يحتاج إلى القلق، ويكون ناتجاً عن عدم قيام الأهل بالكلام بشكل متواصل وكبير مع الطفل ، وهناك حالات أخرى يكون التأخّر لسبب غير طبيعي ويحتاج إلى متابعة ومعالجة قبل تفاقم الخطر ، حتّى يتمكّنوا من حلّ مشكلة تأخّر الكلام عند الطفل ، ليكون قادراً على الكلام بشكل طبيعي.

معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والثالثة يستطيعون التحدُّث بعبارات أو جمل مكوَّنة من كلمتين أو ثلاث كلمات ، استخدام 200 كلمة على الأقل وحتى 1000 كلمة ،ذكر اسمهم الأول

الإشارة إلى أنفسهم باستخدام الضمائر (أنا، ملكي، وخاصتي) يُمكن فهم معظم كلامهم من قِبَل الأسرة أو الأصدقاء المقرَّبين ، في سن 12 شهر، يكون هناك سبب للقلق ، إذا كان الطفل غير قادر على القيام بما يلي :استخدام الإيماءات مثل: التلويح بيده للوداع ، والإشارة إلى الأشياء ، استخدام عدة أصوات متناغمة مختلفة ، علو الصوت، أو التواصل لطلب الاحتياجات

في تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال ، يجد المخ صعوبة في تطوير خطط لحركات النطق، في هذا الاضطراب ، لا تكون عضلات النطق ضعيفة ، ولكنها لا تعمل بصورة طبيعية ؛ لأن المخ يواجه صعوبة في توجيه أو تنسيق الحركات.

أسباب تأخر النطق عند الطفل

قد تكون مشكلة صعوبة الكلام بسبب تواجد مشاكل في مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام ، مما يجعل من الصعب على الطفل تنسيق الشفاه واللسان والفك ( أعضاء النطق ) لإنتاج الأصوات ،وقد يكون من الممكن معاناة هؤلاء الأطفال مع مشاكل أخرى متعلقة في الفم مثل صعوبة التغذية ، حيث تتمثل هذه المشكلة في حدوث خلل في الكلام لدي هؤلاء الأطفال ، كما قد يعاني الطفل من مشاكل في التحكم في العضلات وأجزاء من الجسم التي تساعد علي الكلام ، وقد تتواجد هذه المشاكل من تلقاء نفسها أو إلى جانب غيرها من الصعوبات الحركية مثل مشاكل تناول الطعام .

تشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بتأخر الكلام هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل سلوكية ، واجتماعية ، وعاطفية في مرحلتي الطفولة والبلوغ على حد سواء ، انخفاض اللغة الاستقبالية ، والقراءة ، وتعلم مهارات هي الآثار الجانبية الشائعة للأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام ، مع عدم تلقي التدخل المناسب ، وتشير دراسات مماثلة أخري إلى أن الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام يجدون صعوبة في التواصل والترابط مع أقرانهم ، مما يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحتهم النفسية في وقت لاحق في الحياة .

ومن أسباب الخلل الوظيفي في النطق :

1- قد يكون ذلك بسبب فقدان السمع نتيجة التهابات متكررة فى الأذن أو لوجود عيب خلقى فيها .

2- وجود متلازمة داون ، قد تكون سبباً لتأخر النطق عند الأطفال.

3- إصابة الطفل بالشلل الدماغى ، أو أى إصابات أخرى فى الدماغ.

4- مرض الشفة الأرنبية ، ومرض الفم المشقوق.

5- هناك أسباب نفسية مثل مرض التلعثم الذى يسبب صعوبة فى نطق الكلام.

6- اختلاف اللغة عند الابوين قد يؤثر على الطفل ويسبب تأخر الكلام .

قد يكون من الحقيقي أن التبكير في النطق علامة مباشرة علي سلامة الدماغ وارتفاع نسبة الذكاء عند الطفل ، والمقصود به الذكاء اللغوي ، وربما درجات أخري من الذكاء والتي تظهر بعد ذلك في اختبارات الذكاء ، وقد يظن البعض خطأً أن تأخر النطق مرتبط بالذكاء ولكن الحقيقة أن تأخر النطق عند الطفل لا يعني بالضرورة قلة الذكاء أو قلة العقل ، وأهم أسباب تأخر الكلام عند الأطفال الواضحة ( ضعف القوى العقلية حيث أن هناك صلة وثيقة بين الذكاء السوي للطفل وبين الكلام ، وإن التخلف العقلي له تأثير كبير على تطور الكلام عند الطفل ) .

وإن كانت هناك أسباب أخري سواءً كانت عضوية أو سلوكية يمكن علاجها ويصبح الطفل فرداً سوياً

علاج تأخر النطق عند الطفل

لا بد من فحص الطفل جيدا عند طبيب سمعيات للتأكد من عدم وجود أى مشاكل فى السمع.

يجب أن تتفاعل الأسرة مع طفلها وتحفزه على نطق الكلمات والاستماع له حتى لو كان الكلام غير مفهوم .

يمكن ارسال الطفل لمركز تخاطب وتأهيل ، لتنمية مهاراته وتدريبه على نطق الحروف والكلمات بشكل صحيح ، في حالة عدم وجود أحد من افراد الأسرة لديه الكفاءة في تنمية مهارة الطفل اللغوية

دمج الطفل فى أجواء اجتماعية للمشاركة وخصوصا مع أطفال فى نفس عمره ليتعلم منهم النطق والكلام ، ويساعده وينشطوا مشاعره وحواسه للنطق والكلام .

تعريف الطفل على الأشكال والحروف من خلال الرسومات والمجسمات، وتحفيزه علي ذلك .

قراءة القصص والحكايات الشيقة قد تساعده على فهم بعض الكلمات ونطقها بشكل صحيح .

استخدام أسلوب المدح والتشجيع معه ، فإذا قام الطفل بنطق الكلمات بشكل صحيح يجب ان نقدم له هدية بسيطة أو أطعمة يحبها.

تنمية الحس السمعي عند الطفل بسماع الأغانى التى يحبها ، حيث أنها تشجعه على فهم الكلمات ونطقها.

علاج التأتأة عند الطفل

لا تمثل التأتأة مشكلة كبيرة في قدرة الطفل علي النطق ، وعلي الرغم من عدم وجود علاج مضمون للتأتأة ، إلا أن هناك علاجات تساعد الأطفال في تحسين قدرتهم على الكلام ، والتواصل مع الآخرين ، والمشاركة في الأنشطة الحياتية ، وتشمل هذه العلاجات :

علاج النطق ، وذلك باستخدام تمارين معينة للتحدث ببطء، حيث يستطيع الطفل الملاحظة عندما يتأتأ أو يتلعثم مما يجعله قادراً على التحدث بطلاقة أكثر مع مرور الوقت.

ويمكن أيضاً استخدام العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد الطفل على التعامل مع ما يصيبه من ضغط أو قلق أو عدم ثقة بالنفس نتيجةً للتأتأة .

استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية ، يمكن أن تعمل على تحسين الطلاقة عند الأطفال من خلال تقديم تمارين تساعد على الكلام .

ورشح الأطباء أن مشكلة التأتأة عند الأطفال قد يكون سببها الأقوى هي المشاكل النفسية ، سواء كانت مشاكل بين الأبوين مما يسبب له الضغط النفسي ، أو مواجهته للكثير من الأحيان وعدم التشجيع في فترة الطفولة ، مما يجعله مزعزع الثقة في معظم المواقف في حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى