مقالاتمنوعات

تحديات شباب السودان و الثورة

والمشكلات التي يمكن وصفها بالمركبة والمعقدة في أوساط الشباب،

بقلم:محمد ابايحي

أسهمت ثورة الشبان في السودان على إزاحة النظام السياسي الذي حكم السودان علي مدي ثلاثين عاماً، وأطاحت به ولا تزال الاحتجاجات مستمرة في الشوارع حيناً بعد حين لتحقيق غايتهم التي ينشدونها،،

يعبرون عن ارادتهم بخطاب جديد غير معهود للنُخب و القوى السياسية التقليدية،، التي تتصارع هي الاخري بحثاً علي موطيء قدم لها علي كراسي السلطة،،
خطاب يعبر عن رفض التدخلات الخارجية في البلد و رفض لكل ما هو قديم يتعلق بالامتدادات التقليدية للبيوتات السياسية،، والميليشيات السلاحية التي ما انفكت تؤثر سلبًا علي حركة حياة الدولة الاجتماعية ووحدتها الوطنية.

يُتهم هذا الجيل و بصورة سلبية بأنه جيل غير مبالي، و ضعيف العطاء، فاقد للبوصلة المستقبلية، غير مؤهل لتبني قضايا الأصلاح السياسيَّ.
حتي جاءت ثورة ديسمبر لتغيّر هذه النظرة القاصرة، وأجبرت القوى السياسيَّة والاجتماعيَّة وجموع المشتغلين و المثقفين للاعتراف بأنَّ هذا الجيل الذي يتقدّم جموع المحتجين، ويدير سيناريوهات الشارع، ويوجه الرأي العام في منصات التواصل الاجتماعي، هو الصوت الذي يأسس مراحل التغيير المستقبلي و يعبر عن الأمل المنشود، وهو الجيل الأكثر شجاعة وقوة وتأثير عن سابقيه من أجيال.

هكذا تراجعت المكونات الاجتماعية والسياسية لتمضي خلف الشبان و تنشد نشيدههم،فانصاعت واتبعتهم في المليونيات و عقدت التحالفات و التنسيقيات طيلة الفترة التي أعقبت سقوط النظام السابق،،
و رغم الخيبات التي اصابت هؤلاء الفتية الا ان الصورة الإيجابية ما تزال حاضرة في ذهنية المجتمع الذي شهد تدافعهم نحو غاياتهم و اهدافهم المستقبلية التي ينشدونها،،
بينما الخيبة الأكبر لهؤلاء الشباب بانهم ما زالوا محل شك و ريب في ذهنية القوى السياسيَّة، خصوصًا تلك التي تسعي جاهدة حصاد النتائج،، حيث تجد هذه القوى في الشباب خصمًا سياسيًا ينافسها في برامجها و مكاسبها التفاوضية.
و على ذلك كان من مصلحتها إقصاء هؤلاء الشباب أو تحييدهم علي أقل تقدير،،

وإبعادهم عن التواجد في مناطق صناعة القرار السياسي، وإحباط كافة محاولات انتظامهم في عمليات البناء السياسيّ و القضايا التأسيسية الملحلة، في سبيل منها لتحويل طاقة الشبان إلى قضايا انصرافية جانبية ليست لها قيمة؛لتقوم هي بالسيطرة على إدارة مساحات التفاوض علي السلطة و معادلات الحصص الزبونية.

الأوضاع السياسية في السودان، أفرزت جملة من المشكلات التي يمكن وصفها بالمركبة والمعقدة في أوساط الشباب،

حالة السيولة السياسية التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات وكل تتحمله هذه الفترة من ظروف اقتصادية و اجتماعية بالغة التعقيد،، من تخريب مجتمعي وقيمي لم يشهده التاريخ السوداني القريب،،
عطفاً علي الأضرار الجسيمة التي طالت اجمال الكتلة المجتمعية و الشباب بشكل خاص.

الاوضاع عموماً وما يستجد عليه صباحاً و رواحاً من تطورات بعد ثورة ديسمبر ، وما ترتب على ذلك من تدمير منهجي لبنىة المجتمع، من المتوقع أن تتفاقم أزمات الشباب السوداني علي المدي البعيد جراء ما يحدث من سياسات اقتصادية قد تنذر بكوارث اجتماعية قاسية، لا سيما و الاجيال الشبابية الذين يتوقون مستقبلهم المعتم،،

مشكلات هؤلاء الشباب و المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية باتت ظاهرة للعيان،، و بدا يشكل ارتباكاً ظلامياً علي المخيلة الأفقية و تضامين المستقبل المنشود..
و سيترتب علي هذا الحال اذا لم يتم تداركه انسحاب الكتلة الحرجة التي عليها العولان في العطاء و البناء و العمل، إضافة إلى البحث عن سبل أخرى للخلاص كترك التعليم و الهجرة والانحراف و العزوف عن الزواج و تحِل ثالوث العوز في العنوسة والفقر و البطالة و ما قد يترتب علي كل ذلك و يؤثر علي هؤلاء الشبان في مسقبليات البناء و مؤشرات النمو الكلي عطفاً علي مجمل المرتكزات البنيوية علي التنمية و التوجهات الاستشرافية العامة،،

ما يجب على القادة و المشتغلين السياسيين و كل صناع القرار العمل على كافة المستويات الرسمية و السياسية و كذا الادارات الأهلية لبذل المزيد من الجهد لإعمال البصيرة ورسم السياسات التي من شأنها التقليل من الآثار الطارئية الراهنة،،
ووضع بعض المعالجات و الحلول تجاه الاجيال و الشباب،،
و توجييهم علي السياق المجتمعي الصحيح كقوة متغيرة ومبادرة و مهمة في مستقبليات البناء الوطني.

حفظ الله السودان و شعبه الطيب

محمد ابايحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى