رأي

تيسير محمد عوض تكتب ٠٠التفكير الإيجابي وحده لايكفي

خربشات على جدار الواقع

الرياض:الخرطوم:مدني نيوز
تيسير محمد عوض-السعودية

التفكير السليم حل سحري لمجابهة التحديات ، فالحياة لاتقوم على التفكير الإيجابي وحده لان هذا النمط من التفكير المفرط قد يقود الى خيبات الأمل ، فالإنسان العاقل يوزن الامور بميزان الواقعية ، وليس بميزان التمني ولا يجمح للخيال إلى أقصى الحدود ولاسيما في تنفيذ المشاريع الحياتية الهامة بسيطة كانت ام كبيرة …
نعم الايجابية والتفاؤل ركائز مهمة ان استخدمت بوعي واتزان ،ولكن وحدها لاتكفي لمجابهة متطلبات الحياة ، احياناً يحدث مالم يكن بالحسبان ولَم يكن متوقعاً ،وغير المخطط له ،فيقع المرء فريسة لليأس والإحباط ، وندب الحظ ،ويعيد الكره مرة اخرى وقد يقع في نفس الفخ ،فلذلك يجب ان تتوقع دوماً الاسوأ ، لكي لاتحول دون تحقيق النجاح المنشود، وتبدأ بالتفكير في خطط استراتيجية لاي عمل مهم تقوم به ووضع خطة بديلة في حال اننا لم نوفق في امر ما ، او لم نحقق النتائج المرجوءة ،ولربما المحصلة والنتيجة لم تكن بمستوى الطموح والسعي والجهد الذي بذل ،لذلك التفكير الواقعي الطريقة الانجع والأمثل لتوفير الجهد والوقت وتقي من مشاعر الندم والحسرة وبذلك تكون قد حصنت نفسك وتجنبت خسائر فادحة ،فمن الأسلم ان لانركن أنفسنا للتفكير وفق نمط محدد …
ومن الأهمية بمكان استشارة اصحاب الخبرات ومن لهم تجارب سابقة ووباع طويل قبل الشروع في تنفيذ مهمة تود القيام بها فالعاقل من يجمع الى عقله عقول الاخرين، حتى ولو لم يكن مقتنع بها ،ولكن حتماً ستزيد من الرصيد المعرفي وتقود الى الاتجاه الصحيح عند الأخذ بها بعين الاعتبار، ربما تفيد في حل معضلة ما أو وضعها ضمن الخطة البديلة اذا حدث طارىء او مستجدات ،فأحيانا نتفاجأ بان الامور لاتسير وفق الخطة المرسومة لها!!!فهنا المحك الحقيقي ، فقبل ان يخرج الامر عن السيطرة يجب التفكير في طريقة تقليص حجم الخطر وانقاذ الوضع المأذوم باقل خسائر ممكنة ، قبل ان يقع الفأس في الرأس …
فمع الثورة العلمية والتطور و المتغيرات التي عصفت بالعصر لابد ان يتسلح المرء بذخيرة تعدد الخيارات والبدائل والحلول لتتماشى مع الوضع الحالي ، التفكير ازاء المشكلات بطرق قديمة لم تعد تواكب عصر التطور والإيقاع السريع فلابد من تطوير الآليات لنتجنب الوقوع في فخ التفكير وفق أطر محددة وحصرها في اتجاه واحد…
فالإنسان الطموح الذكي يبهر الاخرين بتصرفه ازاء حدث ما
فالطريقة التي نتجنب فيها الخسارة
تعكس مدى المقدرات والقدرات العالية والإمكانيات في تفادي وتجاوز المعضلات ، ومن يرسو بالسفينة الى بر الامان رغم شدة الرياح ، وتلاطم الامواج العاتية وسط خوف وهلع ركاب السفينة وهول المصيبة ،واستحالة النجاة يعتبر كابتن حاذق ،يستحق الإعجاب والإشادة وبمقدورنا الاعتماد عليه في المهمات الصعبة … لان النجاح الحقيقي يكمن في كيفية منع الاشكالية قبل حدوثها وليس في كيفية حلها
فهنا يكمن الفرق بين الانسان العادي
الذي يتعامل وفق المعطيات المتاحة ، والبطل الحصيف سريع البديهة الذي يتصدى للخطر المحدق به، وبين القائد الحقيقي الماهر متعدد المهارات وقادة الوجاهات…
كل شيء يمكن أن يتغير في أي وقت وأننا مطالبون باخذ الحيطة والحذر وإسقاط كل الاحتمالات الممكنة والمتاحة ،لان الإدارة اليوم ليست إدارة المتوقع وانما ادارة غير المتوقع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى