صحة المرأة

ختان البنات.. تفادي مواجهة الرفض الاجتماعي

أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في أكثر من (27) دولة افريقية

عرّفت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة اليونيسيف ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو الخفض بأنه: (عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك).

وعادة ما يشار إلى الختان بقطع البظر وهو استئصال جزئي أو كلي والقيام- في حالات نادرة- باستئصال القلفة (وهي الطيّة الجلدية التي تحيط بالبظر(، ويشار إلى نوع آخر بالاستئصال ويعني التخلص من البظر والشفرين الصغيرين جزئياً أو كلياً (الطية الجلدية الداخلية بالمهبل) مع استئصال الشفرين الكبيرين أو بدونه (الطية الجلدية الخارجية بالمهبل).

وهنالك النوع التخييطي ويعني تضييق الفوهة المهبلية بعمل سداد غطائي ويتم تشكيل السداد بقطع الشفرين الصغيرين، أو الكبيرين ووضعهما في موضع آخر أحياناً من خلال التقطيب، مع استئصال البظر أو عدم استصاله، ويمثل النوع الأخير جميع الممارسات الأخرى التي تُجرى على الأعضاء التناسلية الأنثوية بدواع غير طبية، مثل وخز تلك الأعضاء وثقبها وشقّها وحكّها وكيّها.

وبحسب ما أعلنته د. سميرة محمد عبد الله الطيب فإن الختان يُمارس باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في أكثر من (27) دولة افريقية ويوجد بإعداد أقل في آسيا وبقية مناطق الشرق الأوسط  وقد انتقل إلى بعض الدول الأوربية بسبب الهجرات.

وتختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان والتقاليد لكنها تجرى في بعض الأماكن دون تخدير موضعي وقد يستخدم موسى أو سكين بدون أي تعقيم وتطهير لتلك الأدوات المستخدمة في هذه العملية.

ويختلف العمر الذي تجري فيه هذه العملية من أسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ، ويمارس الختان وسط  الفتيات فى السودان عادة ابتداءً من عمر “5” أعوام  فصاعداً.

وقدرت منظمة اليونيسيف أعداد المختونات في عام 2016م بحوالي (200) مليون امرأة وفتاة على الأقل في (30) بلداً، والسودان أحد الدول التي تنتشر فيها الممارسة انتشاراً واسع حيث قدر في العام 2014م أن 86.6% من كل النساء في سنوات الخصوبة (15-49) مختونات، وهي أعلى بقليل في المناطق الريفية (87.2%) منها في المناطق الحضرية (85.5%) ونحو 31.5% من الفتيات في الأعمار(.-14) تم ختنهن.

ويتم إجراء أنواع مختلفة من ختان الإناث على النساء فى السودان بما في ذلك أقسى أنواعه وهو إزالة كل الأجزاء الخارجية من العضو التناسلي الدى يشمل خياطة فتحة العضو التناسلي بعد إزالة اللحم.

وكما أشارت د. سميرة فهنالك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في تكريس عملية بتر ونشويه الأعضاء التناسلية وتختلف من منطقة إلى أخرى منها: التأييد النسوي؛ حيث     تتعرض المرأة في حياتها إلى “3” مراحل من الختان. الختن في الصغر، وفتح المهبل في ليلة الزفاف، وإعادة الفتحة مرة أخرى عند الإنجاب. وعلى الرغم من المعاناة التي تمر بها المرأة نتيجة هذا الأمر يلاحظ أن النساء هن من ينظمن كل ما يرتبط بالعملية.

والختان دافع للاستهزاء بين البنات في السودان؛ فالفتاة المختونة تستهزئ بنظيرتها غير المختونة فتقول لها يا (غلفة) ويقصد بها يا قذرة، بجانب الاعتقاد بأن الختان يتمم أنوثة المرأة فهم يفضلون الأعضاء التناسلية الانثويه الناعمة والجافة وعديمة الرائحة حيث يفضل الرجال في المجتمعات الإفريقية والسودان كأحد هذه الدول شعور الدخول بالمرأة المختونه ختاناً فرعونياً إضافة إلى الاعتقاد بأن الختان يزيد من طهارة ونظافة المرأة.

ويضاف إلى ذلك الحفاظ على العذرية، وزيادة الحظ في الزواج، وزيادة اللذة الجنسية للرجال وكلها معتقدات تجعل النساء يفضلن إجراء عملية الختان.

ويعتبر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، في معظم المجتمعات التي تمارسه، من التقاليد الاجتماعية، ويُستخدم ذلك كمبرّر للاستمرار فيه وبالتالي فإن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هو أحد الأعراف الاجتماعية المعايير الاجتماعية)، والضغوط الاجتماعية للتماشي مع ما يفعله الآخرون أو ما ألفوا فعله.

والحاجة إلى التقبل الاجتماعي والخوف من الرفض المجتمعي، من الدوافع القوية لإجراء هذه الممارسة؛ حيث تعتبر اليونيسيف أن الختان الذي توافقت عليه النساء طوعاً أو تطلبه بنفسها إنما هو: (عرف اجتماعي تفرضه على نفسها) بحيث تشعر العائلات أن من الواجب عليها ختان بناتها كي لا يواجهن الرفض الاجتماعي.

وضمان البكارة حيث يُعتقد في بعض المجتمعات أن الختان يحمى عفاف المرأة حتى تتزوج، بالإضافة إلى أن الختان يمنع الخيانة الزوجية حيث يجعل الزوجة لا تحتاج إلى الجنس؛ فالمختنة أقل استثارة جنسية.

وتعاني كثير من الدول التي يمارس فيها ختان الإناث، من ضعف التعليم وقله نسبة المتعلمين وتفشى وانتشار الجهل في أوساط المواطنين، وصعوبة الوصول إلى المعلومة؛ فالرجال السودانيين المتعلمين الذين لا يرغبون بختن بناتهن (ختانا فرعونياً بالأخص) كانوا يجدون بناتهم قد تعرضن لتلك العملية وتم تقطيب أعضائهن التناسلية غالباً بعد أن تقوم جداتهن بأخذهن لزيارة الأقارب.

ويعتبر الطلاق، وتعدد الزوجات، والممارسات الشاذة، من الآثار الاجتماعية المترتبة على الختان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى