خربشات على جدار الواقع 2

الرياض:الخرطوم:مدني نيوز
تيسير محمد عوض تكتب …
البدايات جميلة كما تردد دوماً صديقتي الرائعة مي وتاخذ تنهيده وتدخل في حالة ثبات عميق …
كنّا نجادلها احياناً ان تعدل عن قرارها وتغير في رؤاها وتكتب عن النهايات العظيمة ،لكن دون جدوى …
الا انني أدركت في مرحلة ما عمق كلماتها وأنها كانت نوعاً ما على حق …
البدايات جميلة لاننا لانعرف عن الاخرين الا صورة رسمناها لهم في مخيلتنا…
جميلة لانها لم تختبرها المواقف لان كل شخص لديه جانب اخر لانستطيع ان تكتشفه الا من خلال التعامل المباشر معه ..
أساس العلاقات الناجحة الثقة،التقدير والاحترام
…
فكل طرف يتوقع ان الآخر سيعامله بنفس الطريقة التي اعتاد عليها منذ البداية لكن يتفاجأ بعكس ماكان يظنه وهنا تاتي الصدمة …
احبتي الكرام مقياس العلاقة الحقيقي المواقف وليس الكلمات الرنانة المعسولة …
العلاقة اي كان نوعها لتكون متقدة وجزوتها متأججة و مشتعلة يجب ان تكون عطاء متبادل بين طرفين لتستمر ،لابد من تقديم تنازلات ونتغاضى إحياناً عن التصرفات الطائشة والأخطاء لتكون متينة ،وتاتي الصدمة عندما يقدم احد الأطراف مصلحتة على حساب العلاقة …
وتبدأ هنا رحلة نزول رصيدها تدريجياً الى ان تخبو وتتلاشى ،بعد ان كانت مضيئة ومتوهجة …
للاسف كل طرف يحمل المسؤولية الاخر ،ولكن اذا نظرنا اليها بمنظور الحقيقة التي لاجدال فيها نجد أن الطرفين تسببا في خسران بعضهما ولكن كل طرف يرمي اللوم على عاتق الاخر محاولة منه الهروب من الحقيقة ويفضل ان يكون مجني عليه
وليس الجاني …
هذا يقودنا ان الحب متغير وليس
ثابت ،قد تطاله عاصفه المتغيرات
لذلك وصلت الى قناعة ان البيوت السعيدة لاتبنى على الحب وانما
على المودة والرحمة والعشرة الطيبة اذا كان الاختيار مبني على أسس سليمة من البداية بالموازين العقلية وقد يأتي الحب لاحقاً…
سيدنا عمر رضي الله عنه
جاءه رجل استفتاه بانه عزم على تطليق زوجته لانه اصبح كارهاً لها
فزجره الفاروق
وقال له
اولا تقوم البيوت الا على الحب ؟؟؟
فهذه رسالة واضحة من سيدنا عمر رضي الله عنه مفادها ان الحب والكراهية متغيران
يمكنهما ان يتعاقبا في العلاقة في تفاصيل بسيطة لذلك رجح وأشار ان تقوم العلاقة بمعزل عن الحب .
ويمكن ان يأتي الحب بالعشرة الطيبة والمعاملة الحسنة
والرسول (ص)خير أسوة حسنة لنا
فحبه للسيدة عائشة رضي الله عنها خير دليل ،اصبح لها مكانة خاصة في قلبه بذكائها وفطنتها وخلقها وحسنها وكان يصرح به
فهذه العلاقة الطيبة مثال جميل ورائع لحب الزوجين لبعضهما البعض والمودة والرأفة والرحمة،وعندما اشتد عليه المرض استأذن زوجاته ان يمرض في بيت السيدة عائشة فأذنّ له ،
وظل في بيتها الى ان وافته المنية
…
ما اعظم النهايات الجميلة
ليس العبرة في نقص البدايات
وإنما باكتمال النهايات …