منوعات

خربشات على جدار الواقع 3

الرياض:الخرطوم:مدني نيوز

تيسير محمد عوض …

التواصل مهم جداً لإشاعة الألفة والمودة الاجتماعية وتبادل المعارف والعلوم والثقافات المختلفة ،شهدت مواقع التواصل في السنوات الاخيرة الماضية اقبال كبير وبلغت ذروتها مؤخراً، قدمت لنا نموذجاً من الصداقات الرائعة والعلاقات الطيبة وإتاحت لنا فرصة التعرف على أقاربنا الذين لم نلتقي بهم من قبل خلال مجموعات صغيرة تضم العائلات والأسر الممتدة في نطاق ضيق ومحدود وحصري ،وهذه المجموعات لها أهمية كبيرة في معرفة الأخبار والمناسبات وتبادل التهاني في الافراح وتقديم واجب المواساة في الأتراح …

وهنالك مواقع اجتماعية وعلمية ودينية وثقافية قدمت لنا علم نافع وتواصل جاد،وتبادل الأفكار وخلق حوارات بناءة ، ومجموعات العمل والتخصصات المختلفة كل في مجاله سهولة وسرعة في معرفة اخبار العالم و في جلب المنافع وجعلتنا في قلب الحدث …

هذا مايتعلق بالجانب الإيجابي

ولكن هنالك جوانب خفية أردت في مقالي هذا ان اسلط الضوء عليها

كما اتاحت لنا هذه المواقع فرصة التواصل مع العالم الحقيقي أيضاً هنالك جانب التواصل الافتراضي ويجب ان نكون على علم بآداب التواصل مع من لانعرفهم على ارض الواقع تعرفنا عليهم من خلال تغريداتهم مجموعات كثيرة لها اهداف مختلفة كمية كبيرة من الاعضاء ربما يستخدمون اسماءهم الحقيقية وربما اسماء مستعارة والأخطر من ينتحلون شخصيات اخرى ،ربما شخص واحد يكون لديه اكتر من رقم تحمل اسماء مختلفة وصور شخصية ليس لها علاقة باصحاب الارقام

احياناً ننتسب لمجموعات تضم اكبر كمية من الاعضاء وفئات عمرية مختلفة من عمر 16سنة الى 80 عام

هذه المجموعات ليس لها اهداف ظاهرة او معلنة مجرد تواصل وهنا تكمن الخطورة الحقيقية كما ان هنالك اصحاب التواصل الهادف والتغريدات الجميلة المعبرة والخواطر الراقية والكلمات الوضيئة المضيئة القاصدة والمقالات ذات الاهداف السامية هنالك من لاهدف له وجد نفسه في سرعة هذا الانتشار محاط بكم هائل من الناس ينشر اشياء قد تكون مفخخة تكرس لثقافات دخيلة على المجتمع تحمل مضامين وسلوكيات لاتتناسب ومبادئنا كمية من النسخ واللصق لاشياء قد تكون لها مقاصد اخرى ونحن بدورنا بدون وعي نساعد في سرعة تداولها. واخبار وشائعات محض افتراء وفبركة ورسائل موجهة دون التحري من معرفة مصدرها او التأكد من مدى صحتها

وهنالك تجاوزات من الرواد تخطت وتجاوزت حدود الذوق العام عكست مستوى اخلاقي متدني هذا جانب …

وكما يوجد الصالح يوجد الطالح

ويوجد ذو الاصل الطيب وتوجد أيضاً الذئاب البشرية هنالك اشخاص أسوياء واخرين مرضى نفسيين بكل وضوح وشفافية ومصداقية

عمليات الاستغلال والابتزاز منتشرة بصورة مخيفة دعونا نعرف كيف تبدأ:

بالكلمات الجميلة المعسولة و العبارات اللطيفة والمجاملات الزائدة عن حدها يصور لك الطرف الاخر انه ملاك منزل على سطح الارض لاسعادك او احد الجنود الخفية

وتبدأ رحلة التعود والاستدراج رويداً رويداً يجعلك تشعر بانه الملاذ الامن لك وتبدأ في منح الثقة المفرطة له الى ان يأخذ منك المعلومات والصور التي تهدد استقرارك يوماً ما …

وبمرور الايام وبدون مقدمات يظهر لك وجهه الحقيقي لتكتشف انك كنت ضحية لبعض عديمي الضمير وعديمي الوازع الديني والأخلاقي، وتبدأ عملية الاستغلال والابتزاز من اجل الحصول على المال واشياء اخرى غير اخلاقية…

لذلك ننصح احبابنا وفلذات أكبادنا من الجنسين الذين في مقتبل العمر من ضرورة معرفة اداب التواصل واحترام الخصوصية وعدم نشر صورهم الخاصة في المجموعات والمواقع من اجل التعارف .ونبني علاقات مع من نعرفهم فقط على ارض الواقع ونبتعد بقدر الإمكان عن الاشخاص الذين لاتربطنا بهم صلات وعلائق وطيدة لكي لايحدث مالا يحمد عقباه…

دمتم بحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى