داير أسافر؟أحسن الإمارات و لا قطر و لا السعودية؟و لا أركب السمبك و أهاجر مرة واحدة؟؟

مدني:مدني نيوز

محمد الخير

بوست في ختام 2022 على أمل و بداية جديدة في 2023م

سؤال فكرت أكتب إجابة ليهو بعد كملت بالضبط 4 سنوات من طلعت من السودان وقررت أسافر.

– سافرت من السودان بالضبط يوم الجمعة 14/12/2018 ..قبل الثورة بإسبوع. و الوجهة كانت عقد عمل في مركز أبحاث مرموق في قطر .

– قبل 4 سنوات كان هدفي أقعد سنتين أو 3 بالكتير و أرجع السودان، بيت و عربية و عرس و أرجع لوظيفتي البحبها كأستاذ جامعي بين طلبتي و زملائي و أهلي في السودان.

– تدهورت الأوضاع جداً، سياسياً و أمنياً و إقتصادياً، و حتى الناس بقت ما ياها الناس، أخلاقهم و كل شي، ممكن يكون نتيجة طبيعية للأوضاع في السودان.

– زيادة التكاليف المعيشة بصورة جنونية و إرتفاع تكاليف التأهيل في السودان و إنعدام فرص التقدم و التطور بجبر كل شاب إنه يفكر يطلع من السودان.

– الهجرة عمرها ما كانت عيب بل وسيلة لتحقيق الأهداف في الحياة، و بل بالعكس دي سنة الحبيب المصطفى و أصحابه لمن ضاق بيهم الحال في مكة طلعوا و سابوا المال و الأهل و كل شي في سبيل غايات أكبر.

– لكن يبقى السؤال…أطير وين؟؟؟

– عشان نجاوب على السؤال دا في حاجات عامة ممكن تنطبق على كل واحد بغض النظر عن مجالك سواء كنت مهندس أو IT أو في المجال الطبي و هي :-

1. قطر بلد ما ينفع تجيبها من غير عقد عمل ، يعني تقدم أونلاين عديييل و تخش معاينات و يجيك أوفر و يرسلوا ليك تذاكر الطيران و تركب القطرية و تجي معزز مكرم . السوق القطري سوق صغير مقارنة بالسوق السعودي و الإماراتي ، أغلب السودانيين هنا بشتغلوا في 3 مجالات رئيسية في قطر ، القطاع الأمني (الشرطة و الجيش ) و القطاع الصحي ( مؤسسة حمد الطبية و الرعاية الصحية و سدرة للطب) أو شركات ال ITو الإتصالات. الرواتب بتتفاوت من 2 ألف دولار و إنت طالع بعداك حسب المكان و لو عندك جواز تاني دي نقطة كبيرة . الحياة غالية ما رخيصة و لو راتبك ما أقل من 4 ألف دولار في الشهر حتعيش في ضيق، لأنه أكيد بترسل للسودان كمان.

2- الإمارات ، سوق كبير، فرص كتيرة، بتحس كأنك في واحدة من العواصم الضخمة زي نيويورك وغيرها ، دا طبعا لو في دبي، القوانيين و الإجراءات مرنة جداً، و دي نقطة مهمة و بتميزها عن قطر،، الامارات لازم تجي براك ما في شي اسمه عقد عمل او تدفع لزول يعمل ليك شي اللهم التاشيرة و التذكرة بس

– حاليا طلعت قرارات جديدة حتتنفذ من بداية السنة او شبه بدت تتنفذ عديل

التاشيرة السياحية ما بتتقلب اقامة لازم تطلع برة البلد و تجي داخل باقامة العمل

التاشيرة بقت شهرين فقط ٣ شهور اتلغت

و الشي الاصعب انه بقى ما في تجديد من داخل الدولة لازم تطلع برضه

عشان كده تحت في حساباتك انه لولا قدر الله ما لقيت شغل طوالي تعمل حساب للطلوع عشان التجديد هي ما صعبة شديد لانه الناس بتمشي عمان بالباص و تدخل طوالي، فإنت حر و وضعك القانوني أفضل بكتير. الحياة حلوة و وسائل الترفيه كتيرة جداً، سفرك من الإمارات لأي دولة في العالم برضو ساهل لأنها معروفة، كمية كبيرة من الشباب البعرفهم سافروا عادي بفيزا سياحية في أول 3 شهور لقوا شغل طوالي، بس في عيوب كمان. فلو داير تسافر بكرة بتطلع الفيزا و بتنوم في دبي، بس كمان عيوبها إنه المنافسة عالية جداً في كل المجالات و دا بخلي مرات الرواتب بسيطة،بس إنت و مؤهلاتك ممكن تلقى الراتب البتحلم بيهو و أكتر ودا غير إنها بلد بيزنس كمان.

3- السعودية، سوق كبير و الإقتصاد الأضخم في المنطقة العربية و لسة يادوب كمان متوجهين ناحية قطاعات التكنولوجيا و التصنيع و السياحة، وحاليا أغلب الشركات الضخمة حتفتح مقرات رئيسية ليها في المملكة ، و القوانيين ماشة بصورة أحسن من ناحية التعديل، بس كمان في عيوب. ” السعودة” ، أي وظيفة ممكن يمسكها سعودي بشيلوك طوالي منها، و السعوديين ما زي القطريين و الإماراتيين، بشتغلوا أي حاجة، من سواقة الأوبر و التكاسي، مروراً بالبيع في المولات إلى إدارة الشركات و التخصصات الطبية المعقدة، المملكة أوفدت مئات الألاف من السعوديين و درسوا في أحسن الجامعات الأمريكية و الكندية و البريطانية، ما شاء الله عليهم المتعلم فيهم متعلم جداً ، و عيب تاني كمان الرواتب ماعالية جداً بس كمان الحياة رخيصة جداً في المملكة.

– لكن العيب المشترك في كل الدول الذكرتها دي هو الأمان الوظيفي ماف نهاااائي، بكرة ممكن تجي داخل تلقى الباب ما بفتح أو ما قادر تدخل على إيميل الشغل بتاعك فبتعرف إنك خلاص “إتفنشت”، دا بوريك و بذكرك دائماً بأنه دي ” ماااااا بلدك” و إنت جاي هنا مؤقت لحد ما يجي ود البلد ويمسك وظيفته في يوم ما، الأمان الوظيفي دا درجاته متفاوته من بلد لبلد.ودا بودينا للنقطة الأخيرة بعد النقطة دي

4- في ناس هاجروا مشوا بلدان زي مصر و تركيا، دا خيار للمعيشة فقط، ما يبنفع تشتغل وظيفة، التجارة و البيزنس خيار ممتاز في الحالتين ، لو عايز نفس الثقافة و عدم الإحساس بالغربة، مصر خيار جميل و لو عايز خلطة أوربية على شرقية وحياة راقية ، تركيا ، بس ما تبيع بيتك، أمشي أقعد و سوق ناس بيتكم شهرين أو تلاتة و قيموا الوضع ، وبعدها فإذا عزمت بيع و توكل على الله.

الخيار الأخير هو الهجرة بلفظها المؤسس أو ” السمبك” بالطريقة غير الشرعية.

أنا كإنسان جيت سوداني بالقدر ، عارف تماماً سواء تتفق معاي أو تختلف، إنه السودان دا بتركيبته الإجتماعية و الجغرافية و نخبه السياسية و العسكرية ماااااناااافع، يعني ماممكن يستقر سياسياً عشان يحصل فيهو تقدم و نبقى زي الدول الحولنا و الما حولنا زاتو الحققت لشعوبها الإستقرار و التقدم و الراحة.

فالخيار الأوحد و القاسي جداً هو إنك تفكر في الحصول على another Home و باسبورت يفتح ليك العالم بدل بهدلة إنك سوداني دي و مشكلة الحصول على تأشيرة عشان تشم هواء سااااي في بلد أوربي أو أمريكا.

الحل الإستراتيجي هو التضحية و التفكير خارج صندوق الخليج و البحث عن طرق الهجرة لبلدان زي كندا و أستراليا مثلاً، نحن بنختلف عن جنسيات تانية زي اليمنيين و الصوماليين القادرين يفكروا خارج الصندوق و فعلياً هاجروا من بدري جداً و شكلوا جاليات كبيرة في الغرب، شعوب قادرة تتأقلم و تندمع مع الشعوب الأصلية و يستوعبوا حقيقة إنه الصومال مثلاً ما بلد عندها مستقبل زي ما أنا رأيي إنه السودان دا ما عنده مستقبل.

دا رأيي الصريح و الواضح نتيجة لتجربة 4 سنوات في الخليج و معايشة تجارب لناس كتيرة هنا جات بعدي أو معاي و الأن حصلوا على الإقامات الدائمة في بلدان أوروبية و بين سودانيين لقيتهم في الخليج من عشرات السنين!

هاجر … فالهجرة سنة الأنبياء و الرسل، من أبو الأنبياء إبراهيم إلى خاتمهم محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم.

وكمال قال المولى على لسان الملائكة يوم القيامة “قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا “