
- جدة:الخرطوم:مدني نيوز
أجرته تيسير محمد عوض/جدة
د.عبد العزيز ماذا عن المفاهيم الخاطئة عن اسباب تعاطي المخدرات في السودان ؟؟؟
بخصوص مشكلة الادمان الحالية في السودان الناس بتعتقد ومعتمدين كثير على فكرة الشباب بيدمنوا وماعارفين ان المخدرات ضارة
هذه المعلومات ضعيفة جداً وغير حديثة وللاسف بيبنوا فهمهم على ذلك متجاهلين الاسباب الأساسية .
الحقيقة ان الشباب يعلم جيداً مدى خطورة المخدرات ويمتلكوا حصيلة معلوماتية كبيرة جداً من عدة وسائل
ويعلموا مدى ضررها ومايترتب عليها .
حالياً ليس السبب الأقوى للتعاطي عدم الإلمام المعرفي.. يجب ان يدرك الجميع ان هنالك أسباب اخرى ..علاقة السلوك بالمشاكل الصحية بما فيها الادمان بما يسمى
مشكلات وتحديات في تنطيم الذات
قدرة الانسان وتعامله مع الحالات المزاجية .الملل ..الحزن الخوف الاكتئاب مع شعوره بانه انسان عايش
حياة لامعنى لها ..
الظروف الاقتصادية التي مر بها السودان ..بالاضافة الى الظروف المتعلقة بالثورة من فض الاعتصام والقتل والمظاهرات المستمرة وعدم انتظام الدراسة في الجامعات والتدهور والتدني ومايحدث في البلاد من زعزعة وعدم استقرار ..
بالاضافة الى الدور الشبه غائب لاجهزة الاعلام .. والمساجد في تعزيز السلوك والاخلاق والصحة النفسية وغياب برامج الصحة النفسية في المدارس والمؤسسات ..
التغيرات العالمية مابعد الكوفيد كلها عوامل مع بعض ساعدت وبشدة بان يكون التكوين النفسي لكثير من الشباب لديه القابلية لان يلج الى عالم المخدرات ويدمنها ويدخل في المشاكل والانحرافات السلوكية الاخرى واضطرابات نفسية ..
لان مابعد الكوفيد هنالك ازدياد في حالات تصل الى 25% من حالات الاكتئاب والقلق والاضطرابات
ويمكن اكثر البرامج التي تعمل على الوقاية من ادمان المخدرات تهتم بالصحة النفسية لطلاب المدارس والجامعات وفئة الشباب وكيفية التعامل مع الإحباط والشعور بالملل والفراغ ..
ادمان الموبايلات والاشياء التي بها Dopamine عالي من المناظر الشاذة وايضاً من Fast food الوجبات السريعة .. والاشياء التي تحدث تغيير سريع عن طريق مواد .
الادمان أصبح كثقافة تحتاج الى دراسات وعمق ومختصين ليضعوا البرامج الوقائية الأولية والبرامج العلاجية الثانوية اكثر من اجتهاد ناس غير مختصين ونقول فيهم الخير لهم دوافع خير للوطن ربنا يوفقهم بالنجاح لكن هذه المحاولات ليست كافية يجب تضافر الجهود .
واعتقد الشباب الان قاموا بمبادرات ومن ضمنها المبادرات الأمنية ولكنها كلها محاولات يجب ان تتبعها جهود رسمية من الدولة والمؤسسات
وزارة الصحة -ووزارة التعليم_وزارة الداخلية -ووزارة الإرشاد هذا عمل كبير جداً وهذه استراتيجية دولة لان المخدرات خطر يداهم امن دولة .
هو تهديد ليس امني فقط وانما امني واقتصادي وصحي لذلك أتت أهميته .
يجب ان تكون استراتيجية دولة على مستوى رأس الدولة ولاتترك للمبادرات الفردية والمؤسسات الضعيفة .. قطعاً هذه المحاولات فيها خير يجب تشجيعها ولكن القصد عندما يكون هنال انتشار على مستوى الدولة كالانتشار الحالي لانه عالمي وليس في السودان فقط
أكرر لابد ان تكون الجهود على مستوى الدولة
في امريكا مثلاً يوجد مكتب خاص بالمخدرات في البيت الابيض وهذا لاهمية الموضوع .
🔺نصيحة اخيرة د.عبد العزيز ؟؟؟
توصية صحية نفسية للمجتمع السوداني ككل المجتمع بكل مؤسساته الرسمية والمؤسسات الاجتماعية والاسرة جزء منها والمؤسسات الرسمية مهمة جداً لايمكن ابداً ان يواجه اي مجتمع في العالم وليس السودان فحسب المشاكل التي تهدد امن المجتمع واقتصاده وصحته الا بدور متكامل .
وفي نفس الوقت المخدرات ليس هي في حد ذاتها التي نعتبرها المشكلة الأساسية بقدر مايسبقها اعداد للتكوين النفسي لأطفالنا ولشباب اليوم والغد ..التكوين النفسي المبني على الشعور بالرضا والاكتفاء بالمحبة والعلاقات الطيبة بين افراد الاسرة وبين الجيران ..يحب ان يجده الطالب في البيت في المدرسة في الشارع في كل مكان ..كل ماشعر الانسان انه محبوب مرغوب فيه انسان عنده قيمته عنده احساس بانه يعمل في شىء له معنى في الحياة ..
من ضمن الاشياء التي تعطي معنى للحياة خدمة الاخرين..
لذلك الانسان كلما تربى على ان يأخذ اكثر من ما يعطي ويركز على الملذات حتى ولو كانت حلال ..ويركز على قضاء أوقات على الإنترنت والموبايل اكثر من قضاء اوقات مع الانسان .
هذه كلها مؤشرات تدل على ان الصحة النفسية يمكن ان تكون في خطر وتدهور ..
وكل ما كان اهتمامنا كمؤسسات وأسر وتم التعاون في مسالة التربية ومسألة تعزيز الصحة النفسية لدى الاطفال ..لدى الشباب .. لدى الكبار ..
نحن أنفسنا المانحين الرعاية اذا كانت صحتنا النفسية غير مستقرة
فيصعب علينا ان نمنح الاستقرار النفسي والامان النفسي لمن نعول ..
المسألة الاقتصادية لها تأثيرها ولكن
لاننسى ان هناك فعل عكسي ..
اذا انت حسنت صحتك النفسية قد يدفعك ذلك لان تعمل اكثر ويزيد دخلك وتبتكر حلول ابداعية للمشاكل الاقتصادية هذا على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات والجماعات والقيادات ..
نركز على الاهتمام بالصحة النفسية عموماً والانتباه للوقت الذي يقضيه افراد الاسرة مع بعض والجلوس معاً ونوعية التعبير بالمفردات والكلمات فكلما كان افراد الاسرة قريبين من بعضهم وتوجد بينهم كلمات ود ومحبة تعبر عن العاطفة والاستقرار
النفسي على أساس يومي كلما كانوا في اتجاه تعزيز الصحة النفسية للابناء وهذا افضل طريق للوقاية من المخدرات والإدمان أو حتى الامراض النفسية عموماً والانحرافات السلوكية ..
🔺د.عبد العزيز شكراً لك لاتاحتك
لنا الفرصة لإجراء هذا الحوار الهادف والقاصد والإدلاء بهذه المعلومات القيمة …
ربنا يحفظ البلاد والعباد ويجعلنا متعاونين جميعاً في تعزيز الصحة النفسية لاهلنا في السودان .
المصدر:تيسير محمد عوض