منوعات

سَلَّةُ المُهْمَلاتِ

ارسل الي مدني نيوز بواسطة روان وائل

القاهرة:الخرطوم:مدني نيوز

بقلم / روان وائل عبد السميع دربالة – مصر

كان لي صديقات كثيرات , و حتي نهاية دراستي بالصف الثالث الإعدادي , كنت امرح بكل بساطة وبدون قيود مع الكثير من الزملاء والزميلات , وكان بعض الأصدقاء ينبهني لذلك ولكنني كنت أقولُ لهم : إنني أثق في نفسي جيِّداً , و كما أنني لا أتجاوز في صداقتي والحمد لله أخلاقي معروفة للجميع , كان يحدث من بعض الزميلات بعض المواقف التي تدل علي حبِّهنَ , لي ولكنَّني كنت أتغاضى عن ذلك ولا أشغل بالي بهن وحتي إن كنت احزن احيانا فسرعان ما أنسي .
وأصبت في الشهر الأخير من العام بالتهابٍ حادٍ في الزائدة الدودية , وقرَّرَ الأطباء استئصالها , وأُجريت لي العملية الجراحية ولم أستطع الذهاب إلي المدرسة وبعد أسبوع تقريبا تحسنت حالتي نسبيا ولكن لا أستطيع الخروج مما اضطرني للبقاء في المنزل أسبوعا أيضا ولم يكن قد بقي علي الامتحانات غير هذا الأسبوع … ماذا أفعل ؟ شعرت بالقلق الشديد .
كان منزلي يقع في منطقة متوسطة بالقرب من منازل زملائي في المدرسة , ومع ذك لم يأت لزيارتي في المنزل إلا عددٌ قليل منهم .
اتصلت ببعض الزميلات لكي يحضروا لي كل ما يلزمني وما فاتني وما يخص الامتحانات
اعتذرت واحدة منهن بأنها ليس عندها شيء والأخرين اعتذرت بأنها مشغولة بالمذاكرة ولن تستطيع تضيع وقتٍ في شيءٍ آخر , بينما قالت لي احدي الزميلات : لماذا تتعبي نفسك أجلي امتحاناتك للعام القادم وسوف تمر الأيام ولن تشعري بها .
بينما قالت لي زميلةٌ أخري سوف احضر إليك بعد أسبوع لأنني مشغولة الآن .
جلست أبكي حينما سمعت كل هذه الردود من زميلاتي .
ألهذا الحد لا يهمكم نجاحي , وبينما أنا منهمرةٌ في دموعي دخلت علي صديقتي شيماء
كانت أقل الصديقات كلاما معي وضحكا ومرحا معي . ولم أكن أتوقع أن تزورني إطلاقا وخاصة بعد ما سمعت من الأخريات , سألتني لم البكاءُ صديقتي ؟ فأخبرتها بما حدثَ .
فقالت : لماذا كلُّ هذا البكاء ؟ سوف أحضر إليك طوال هذا الأسبوع وأذاكر معك كل يوم فالمنزل بجوار المنزل ولن يقلق عليَّ أبوي وظلت شيماء معي طوال هذه المدة تذاكر معي وتشرحُ لي أحيانا كل ما أحتاجه منها وكل ما كان يخفي علينا فهمه كانت تتصل بوالدها وتطلب منه أن يشرحه لها فقد كان والدها مدرسا للمرحلة الإعدادية , وما لا يستطيع فهمه كان يتصل باحد زملائه فيوضحه لنا .
و أصبحتُ بعدَ هذا الأسبوع في حالٍ طيب , ودخلنا الامتحانات أنا وزملائي ولم يكن أحد
من زملائي يتوقع بانني سأنجح لأنهم كانا يظنون أنني لم أذاكر نهائياً , و ولكنهم وجدوني أحل امتحاناتي بثقة وثبات .
وظهرت النتيجة وبفضل الله حصلتُ علي أعلي الدرجات . وبعدها علموا أن شيماء كان له دورٌ كبير في مساعدتي في هذه الفترة .
وبعد ما حدث لي هذه المرة تغيرت علاقتي بأصدقائي أصبحت طالبة أخري , لم أعد أتعلق بالأصدقاء كما كنت بل وضعت الكثير منهم في سلة المهملات .
لم أنهي علاقتي مع أحد ولكن لم أعد أشغل بالي بالكثير منهن , ولم أعد مرحة معهم مثل ما كنت مسبقاً .
وتغيَّرَ وضعي مع شيماءَ التي كنت لا أعتبرها صديقتي مثلهم .
وأصبحت شيماء بعد ذلك هي الصديقة المقربة لي دون بقية الصديقات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى