مقالات

صلاح حاج سعيد .. الحزن الذى رحل!

سفير الاغنية السودانية

بريطانيا:الخرطوم:مدني نيوز

بشرى سليمان

ظل صلاح حاج سعيد رقما اصيلا فى سفر الاغنية السودانية منذ بداية ظهوره فى سماء الاغنية مع الفنان محمد ميرغنى فى نهاية الستينات بأغنية كفاية الوحدة ما بقدر.. طريقك تانى امشيهو ثم تلتها أغنيات اخرى للفنان محمد ميرغنى من ألحان الموسيقار حسن بابكر … وبعدها دخل إلى الإذاعة بأغنيته الغرائبية ( لقيتو واقف منتظر) من ألحان وغناء الفنان الطيب عبدالله ، التي ادخلتنا فى مرحلة الدهشة والتعجب عندما ذكر فى نهاية الاغنية ان التى وجدها تنتظر، لم تكن حبيبته وانما يخلق من الشبه أربعين!! .. فكانت خيبة آمالنا ممزوجة بالدهشة فى آن للنهاية الغريبة العجيبة التى خلقها لنا الشاعر صلاح حاج سعيد .. قصيدة متماسكة ومرتبة وذات نهاية مدهشة تأتى على غير العادة والنمط المعروف فى قصائد الحب والحبيبة.. وهكذا استمر صلاح يكتب ويكتب للبلابل ( نور بيتنا) لابنة الذى جاء ينورعليه بيته ويملاه فرحة وبهجة كما قال.. وتعامل مع الفنان عثمان مصطفى وبعده الفنان  محمد الأمين .. ورغم معاناة صلاح من زوار الليل فى عهد النميرى ودخوله السجن عدة مرات بحكم انه كان رئيسا لاتحاد الشباب بالخرطوم جنوب، المحسوب على الحزب الشيوعى انذاك، إلا أن دراستة للقانون فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم كانت تمنحه القوة والمنعة لمنافحة زوار الليل وأيام السجن العصبية والتى كان لها أيضا بعض  الأثر على صحته .. وقام بعد ذلك باصدار ديوانه الوحيد باسم ( الحلم الوطن).
كان لقاء صلاح بالفنان مصطفى سيداحمد فى أواخر السبعينات فى امدرمان بمكتب الملحن الراحل محمد سراج الدين بمعهد تدريب المعلمين الذى يعمل فيه سراج الدين أستاذا ويتلقى مصطفى فيه أصول التدريب، فرصة ذهبية لتلتقى الارواح فى مسار جديد ويخط الاثنان تاريخها جديدا فى تاريخ الاغنية السودانية شعرا ولحنا وغناء.. حيث قدم صلاح حوالى 14 عملا للفنان مصطفى سيداحمد فى مسيرته الحافلة بالشجن والعذوبة والنغم  المنداح فى عوالم مختلفة من الرومانسية الشاعرية الملهمة .. بقى ان نقول ان صلاح عانى من صعوبة فى النطق ونوع من الاحباط النفسى رغم انه كان لا يشرح سبب الامه وعذاباته النفسية، لكن يمكن أن نقول ان توقفه عن العمل أو فى الحقيقة محاربته فى رزقة منذ نظام نميرى واستمرار ذلك حتى نظام الإنقاذ أدى إلى شعور ترسب لدية بالمرارة والاسف و الاحباط..
لكنه كان صامدا لا يكل ولايشتكى حتى فى لحظات مرضه الاخير عندما سافر إلى مصر على نفقة بعض رجال الأعمال بترتيب من الأخ الفنان ابوعركى البخيت فى يونيو 2022 ورجع إلى السودان فى أغسطس 2022 وكنا نتوقع ان يكون هنالك تحسن ما حيث كانت التقارير تفيد بتحسن حالته النفسية، إلا أن قضاء الله كان اسرع إذ سارع باخذ وديعته ولا راد لقضاء الله وأمره.
الراحل الشاعر الكبير صلاح حاج سعيد متزوج من السيدة عواطف عثمان وله من الأبناء والبنات جمال والمعز وسلمى ومنى ومحمد وسعيد
نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى