
الدوحة:الخرطوم:مدني نيوز
د. معتصم بخاري
بدعوة كريمة من اخت وصديقة صبا أثيرة ، أنخت راحلتي في دوحة الخير بقطر لحضور جزء من فعاليات كأس العالم٢٠٢٢م . وقد كان لي في الزيارة مآرب أخري منها الوقوف علي ما تم من تحديث لمدينة الدوحة وزيارة متاحفها، خاصة متحف الفن الإسلامي.. وبالتأكيد للتسكع برهة في سوق “واقف” العتيق وذلك مكان لا بد لزائر قطر من وروده ففيه المن والسلوي.
أكن لكرة القدم عشق أزلي ، وأتابع فعالياتها وأخبارها وأفعالها وبطولاتها وابطالها بما يشبه الإدمان الحميد.. وحضور كأس العالم حلم عشاق المستديرة الأكبر.
لقد تعرضت دولة قطر وقيادتها لحملة ظالمة ، شرسة وضروس من الصحافة والإعلام العالمي ومن يقف وراءه من دول ، وذلك منذ لحظة إعلان فوزها ببطاقة تنظيم البطولة الأشهر في عالم الرياضة.
بدأت الحملة بالتشكيك في نزاهة الطريقة التي حازت بها قطر علي حق تنظيم البطولة.. ثم توقعوا “يقينآ ” أنها لن تفي بمتطلبات البطولة من ملاعب ومرافق أخري .. ثم عزفوا علي نغمة حرارة الجو في “الصحراء” العربية .. ثم عرجوا علي ملف حقوق العمال الأجانب مشفوع بأرقام فلكية قيل أنهم هلكوا أثناء العمل .. كما لم ينسوا أن يطلبوا أن تكون الخمور متاحة لمن يريد في شوارع الدوحة حقآ مشاعآ، دون مراعاة لحق قطر في قراراتها السيادية ودون مراعاة للحساسيات الدينية والإجتماعية لمجتمعها المسلم المحافظ .. وحسنآ فعلت دولة قطر حين طبقت قوانينها بصرامة واضحة دون الإخلال بالمناسبة وبهائها.
أيقنت وأنا اتابع كل هذا الهجوم غير المبرر أن دوافعه عنصرية بحتة .. فقد عز علي البعض أن تنال دولة عربية صغيرة الحجم شرف تنظيم بطولة بهذه الأهمية.. فالمنتقدون لا تملك دولهم ولا هم الأرضية الأخلاقية التي تمكنهم من توجيه أي لوم لكائن من كان..
لقد آثرت القيادة القطرية إلتزام الصمت عمومآ علي كل ما أثير ضدها ، ومارست أعلي درجات الحكمة وضبط النفس .. وفضلت الرد بالعمل والنتيجة والمنتهي .. فجاءت البطولة بما لا يدع مجالآ للشك كأنجح بطولة يشهدها العالم منذ بدءها في عام ١٩٣٠م في الأوروجواي من حيث الإعداد والتنظيم .. وجاءت الملاعب باذخةالتصميم تسر الناظرين.. ويشهد علي ذلك كل من زار الدوحة في هذه الفترة ، فهي مدينة وادعة حالمة تزينت كعروس في يوم عرسها ، فجاءت كأبهي ما يكون وليس من رأي كمن سمع !.
ما قامت به قطر يفوق الخيال والممكن من حيث دقة التنظيم والإهتمام بأدق التفاصيل من لحظة وصول الزائر حتي مغادرته .. ولا شك أن السواد الأعظم من الزائرين سينقلون بصدق وأمانة ما لمسوه وشاهدوه وعاشوه من حسن وفادة وكرم ضيافة وإستباب للأمن وخلو المناسبة من أي شائبة أو حدث يعكر صفوها إلي هذه اللحظة والبطولة تتجه نحو الأفول والغروب بنهائي مثير بين ميسي وإمبابي أو قل بين فرنسا والأرجنتين !.
أقول
لدولة قطر وأميرها وشعبها والمقيمين فيها أن يفخروا بهذا الإنجاز التاريخي الجبار ، لقد وقفت قطر شامخة ، واثقة وأثبتت أنها علي قدر التحدي وبهرت العالم وأصبحت حجة علي من قبلها وحتمآ علي من بعدها .. لقد نجحت في إختبار الإرادة والإدارة وردت علي منتقديها وألقمتهم “مونديال ” سيتحدث عنه الناس سنين عددآ.
والتحية لمنتخب المغرب المغوار الذي شرف الكرة الأفريقية ووضعها علي خارطة الكرة العالمية وجعل الأرض تميد تحت أقدام فرق إحتكرت الفوز فيما مضي وفتحت آفاق فجر جديد في كرة القدم.