مقالات
أخر الأخبار

عودة جسد الكابلي الطاهر لأرض الوطن

ليبقى جسده الطاهر في الأرض السودانية

بقلم : على يوسف تبيدي

كان يوماً مشهوداً وعظيماً سوف يبقى في ذاكرة شعبنا الأبي أبد الدهر عندما استقبلت مقابر الصبابي رفاة الفنان القدير عبدالكريم الكابلي ليبقى جسده الطاهر في الأرض السودانية التي ترعرع فيها صبياً ورجلا وكهلاً شهدت نبوغه الدافق في مجالات التراث والطرب والثقافة والأدب والشعر.

لم يكن لائقاً ولا مقبولاً أن يوارى الكابلي الثرى في دار الغربة بأمريكا، فقد كانت خطوة عرجاء لا ترتقي إلى تاريخ الكابلي ووطنيته وقدره العلي وماقدمه لبلاده في المجالات شتى.

كان مسجد المتولية بالخرطوم بحري يوم الجمعة المنصرمة قد احتشد بكل فئات الشعب السوداني الوفي فقد كان هنالك المطربين والشعراء ووجهاء المجتمع ورجال الدولة والمواطنين يلقون الوداع الأخير للفنان العظيم..

وهو وداع اعتصر القلوب والمشاعر بالحزن الذي اختلط بالفرحة لعودة الكابلي الي تراب وطنه.

ما أعظم ملحمة الرجوع إلى الجذور والتواجد الجسدي في وسط الحبان فالكابلي رقم لايمكن تجاوزه في دنيا الفن والمجتمع السوداني.

مطرب عظيم في شكل أمة متعددة الفوائد والمزايا يتمتع بسجل لا يوجد فيه خدش ولامثالب..

لم يكن معقولاً ولامقبولاً أن يصبح جسد الكابلي خارج أرض وطنه الذي منحه الحب والتقدير والاجتهاد والاعمال الجليلة.

كانت الدموع تخرج من المآقي كأنها نهر تجري مياهه من عل وكانت الجماهير الوفيه بوقفتها الثابتة وحضور ها الكبير تقدم شهادة زاخرة بالمجد والتاريخ والقيم لهذا الفنان القامة صاحب الإبداعات التي لاتحصي ولا تعد.

الكابلي ملأ الساحة السودانية بكل جديد يحمل الاكسير والروائع الأدبية والفنية.. غنى للوطن والحب الإنساني وللتاريخ الناصع.

بقي على الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والقائمين على أمر الفنون والطرب العمل على تخليد ذكرى الفنان العظيم عبدالكريم الكابلي انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عواتق هذه الجهات المسؤولة..

فالرجل يستحق الأوسمة والتخليد واقتفاء أثره بصورة لارجعه فيها دون أن تمحي ذكراه لعنة النسيان لأن أمثال الكابلي موجودون في الأحاسيس والقلوب بل هم في أوكسجين الدم الذي يجري في عروق شعبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى