
جدة:الخرطوم:مدني نيوز
كتبت تيسير محمد عوض لمدني نيوز
ابن الجزيرة البار واحد روافدها الخلاقة الكاتب الصحفي والشاعر الاستاذ محمد عبد الله برقاوي احد الكواكب المضيئة في سماء الادب والفن السودني مسيرة عطاء حافلة بالانجازات والأعمال الجليلة ، انحدر من منطقة الحلاوين محلية الحصاحيصا ، تلك البقعة الطيبة ذات الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة أهدت ابنائها الابداع ،وهو من الطيور المهاجرة المسكونة بحب الوطن طاب به المقام واستقر بدولة الامارات العربية المتحدة ردحاً من الزمن ،لم ينقص عطاءه بل ظل متوهجاً وله بريق في مهاجر الاغتراب…
عاد الى الوطن ليكمل مشواره
يعمل حالياً اعلامي بجامعة الوطنية /الخرطوم
صاغ العديد من الاغنيات التي وشمت في وجداننا وضمائرنا وصنعت في ثنايا أرواحنا وأفئدتنا معاني ودلالات المحبة والبهجة والفرحة والغبطة والسرور والسعادة…
ولعل أبرز ألأعمال الغنائية التي حصدت نجاح وعشقتها القلوب رائعته باقي الدموع التي تغنى بها فقيد الغناء السوداني واحد عناقيد إبداع الزمن الذهبي الجميل الفنان الامين عبد الغفار الذي امتلك صوت عذب حنين شجي صافي كشلالات الماء المتدفقة …
دار حوار بيننا نهار الاربعاء الماضي بصالون استاذ كامل والراحلة ستونه دون موعد او ترتيب مسبق بعد نشر مقاله الذي يحمل طابع التفاؤل ويستشرف مستقبل مشرق للوطن الحبيب ،انتهزت الفرصة التي قدمها لي ا.كاش على طبق من ذهب
فجاء الحوار على النحو التالي :
🔺استاذ محمد عبد الله برقاوي
الكل ينشد الديمقراطية لكن هل المجتمعات السودانية بشكلها الحالي وماوصلت اليه من تدني وانهيار في شتى النواحي ينفع ان تمارس وتطبق فيها الديمقراطية ؟؟؟
[افشل الديمقراطيات هي التي تمارسها الشعوب كقشور تنحصر في صناديق الاقتراع فقط بدون وعي متكامل ..اودون بلوغ درجة الثقافة الديمقراطية التي تجعلها مفهوما يقوم على الرهان حول المبادئ والبرامج دون التمترس عند خلود الولاءات للبيوتات والطوائف والشخوص .
ومظاهر الديمقراطية ليست بالضرورة في العدد الكبير للأحزاب أو الشعبية الأفقية فحسب لكل مكون مع ضمور الجانب العمودي المتمثل في ممارسة الديمقراطية داخل الكيان الحزبي نفسه ..فلا قيادة دائمة لزيد أو عبادة لصنم زيد !]
🔺اعمال المبدع لوحات فنية نادرة ،لايعرضها الا لمن يثق بانهم يقدرونها ، لذلك تجده اكثر حرصاً في المحافظة عليها وينتقي من يسلمها لهم بعناية فائقة ماهي الأغنية التي سلمها الاستاذ برقاوي الى من يثق به وبإمكانياته ؟؟؟
⚜️باقي الدموع⚜️
كلمات /محمد عبدالله البرقاوي
غناء الراحل /الامين عبد الغفار
////////:::://///
باقي الدموع الفي عيني يا يمة ما بغلن عليك..
لكني ما هاين على ساعة الوداع اجرح عينيك..
سايقاني رعشات الفؤاد لما أنحنيت اطلب رضاك..
احضن اياديك في احترام والثم جبينك في علاك
ولما انتكى قليبك علي واداني من بركة دعاك
ما لقيت في قاموس الكلام احرف تناسب مستواك
يا امي بشتاق في الغياب والشوق بزيد وكتين اجيك
حضنك دفأ وارحب مآب والطيبة معلم في وشيك
لمة حجاك بعد العشا وبليلتك الدايما فريك
بتجيبني من درب السلام وتسوق خطاوي الرجعة ليك
يا والده فرقنا الزمن لكن مصيرو الحي يعود
وين نلقى زي دارك وطن لو حتى في نجم السعود..
قابضين علي جمر البعاد..
بكرة الظروف حتما تجود ..
وتعود مراكب العز صفوف ..
وتنوم علي شاطئ الجدود ..
🔺ما مناسبة تلك التحفة النادرة المميزة ؟؟
كانت مرتبطة برحلة والدتي الي المملكة العربية السعودية في عام ٩٥ تقريبا. ..وكنت اتابع تلك الرحلة عبر الهاتف منذ أن غادرت الوالدة الخرطوم وانا في تواصل مع شقيقتي المرحومة زينب هي في الدمام وانا من الامارات وحينما اتصلت في توقيت معين تصورت بإحساس غريب ان الوالدة رحمها الله قد تكون وصلت البيت في الدمام ..ردت على الهاتف اختي بقولها ..نعم وصلت منذ قليل ..والله لسه عيونا بباقي دموعهن ..وهنا انفجرت شلالات دموعي وصارت مدادا رسم تلك الاغنية ملحنة تلقفها الامين بلا تردد طيب الله ثراه ووالدته العزيزة..
هذه القصيدة من ضمن ديوان شعري تم نشره في حلقات متعددة بعنوان امي العزيزه . وهو ديوان غنائي يضم الكثير من الاغاني التي تغني بها الفنانين السودانين من بينهم الفنان التاج مكي والبلابل وحسين شندي ..صديق متولي وصديق سرحان ..والقلع عبد الحفيظ
امير يونس .اغنية امي العزيزة ..من الحان امير نفسه..الوز دنا ..من الحان صلاح ادريس..صديق متولي ..اربع اغنيات ..كلها من الحاني ..البلابل..تتبارك ..من الحان بشير عباس..صديق سرحان ..
اغنيتان ..واحدة من الحاني والاخرى من الحان صلاح ادريس.
علي السقيد..انا يابلد…من الحان بشير عباس .شريفة النور..لوشافوكا بعيوني ..من الحان سيف الجامعة ..ميرغني النجار ..
طيب النية ..من الحان عبد العظيم منصور. .وهناك اغنيات متنوعة
لفنانين شباب..وهم ..منتصر دونتاي..وليد زيدان ..متوكل عثمان ..
ولي ديوان شعر اخر باسم موجات الشجون ..
🔺هل توافق على مقولة ان إصدار الدواوين هو إثبات للذات اولاً وأخيراً ؟؟؟
طبعا في مرحلة ما قبل انتشار تقنية الاسافير ..كانت الدواوين هي وسيلة التوثيق التي تربط الشاعر بجمهوره ضمن أهمية القراءة الورقية التي نشعر بأسف اسيف لتراجعها رغم استماتة معارض الكتاب للبقاء على ذلك النمط من القراءة حتى لا تصبح تراثا في اضابير الزمن .
إضافة إلى أن تكاليف الطباعة لم تعد في مقدور كل الشعراء ..فضلا عن أن المردود من المبيعات قد لا يغطي تكلفة الطباعة حتى في الحد الأدنى .
لذلك تجد اغلب الشعراء يتجهون إلى النشر المجاني في مواقع التواصل الاجتماعي حيث لا تتجاوز التكلفة قيمة الاشتراك في الشبكة العنكبوتية ..وهناك فرصة ايضا لتصوير القصيدة بصوت وصورة الشاعر والخلفيات الجاذبة .
🔺وسائل التواصل والانتشار الكثيف للقصائد وظهور شعراء جدد في الساحة وسط هذا الزخم والكم الهائل المصحوب بالصور وكل هذه الاشياء مجتمعة …ما مرد ذلك على الشعراء اصحاب الرسالة البليغة الهادفة والكلمة الرصينة والمفردة الجزلة ؟؟؟
القصيدة التي تسمى شعرا لها مقوماتها من حيث حصافة اللغة ورصانة الكلمة البعيدة عن الإسفاف و كذلك لابد من سلامة الوزن الشعري والموسيقى والصورة التي تجعل القصيدة مختلفة عن الكلام العادي بالمحسنات البديعية وايضا توفر الجانب البلاغي خاصة في الفصيح مثلا و عناصر أخرى يستحسن توفرها ولو كانت لزوم ما لا يلزم ..فإذا افتقرت إلى هذه العناصر أو جلها يمكن أن تصنف في خانة أخرى كنثر أو خواطر الخ ..والشعر نفسه مدارس من ينتمي إلى آية واحدة منها لابد أن يتميز بالموهبة التي يصقلها بامتلاك الأدوات التي تنمي ملكته ..من حيث الاطلاع وتثقيف الذات باستمرار المتابعة وتطوير المقدرات دون خجل من تدارك الأخطاء دون الجنوح إلى التعالي عن استشارة اصحاب الخبرة والدراية بعيدا عن الغرور بفرادة مقدراته .
🔺استاذ برقاوي شكراً لتلك الصدفة التي جعلتنا نستخرج تلك الدرر النفيسة وسيكون لنا حوار اخر نستعرض فيه جوانب اخرى من حياتك ومسيرتك الفنية …
وانا بدوري اشكركم …وسأظل تحت امركم في اي وقت تعميما للفائدة أن كان في مقدوري أفادتكم..
*كل عام وسوداننا الحبيب معافى*
هذه الصورة تجمع كل من الاساتذة اسحق الحلنقي والتاج مكي والراحل الامين عبد الغفار ..وشخصي ..
١٩٩٧
المصدر
تم الارسال لمدني نيوز بواسطة تيسير محمد عوض