حوارات

في ذكرى إستقلال السودان 2

إثراء متجدد

جدة:الخرطوم:مدني نيوز

اجرته تيسير محمد عوض لمدني نيوز  /جدة

 

الناظر الطيب يوسف جميل أحد أعمدة الجزيرة وركنها الركين يرى

إن ذكرى استقلال السودان ذكرى عطرة بعد ان تحرر السودان الذي ظل ولمدة ٥٨ عاما يدار بحكم مصري/ إنجليزي لفترة امتدت من ١٨٩٩م الى ١٩٥٦م وهي الفترة التي اقعدت بالوطن وادت الى سلب خيراته وبعد الاستقلال ظللنا نحتفل سنويا بنيلنا لحريتنا وهى مناسبة وطنية وجدانية تتطلب منا الاحتفاء والاحتفال والتحفيل ومضت ٦٧سنة حتى الان ولكن هل جنينا شيئآ ؟ هل حقا نعيش الان في وطن حر مستقل ام انه مازال مستعمرا و مستغلا؟؟ اقول وفي النفس ما يكسرها وفي القلب ما يضعضعه اننا لم نتمكن من بناء وطن سالت على أرضه دماء الاجداد والاباء وهم يحلمون بغد مشرق ولكن هيهات فقد فشلت الاجيال المتعاقبه ان تتفق على كلمة سواء ومنذ الاستقلال اضحت ضحية للخلافات والشقاقات وخيانة الوطن حدث ذلك في الماضي وما زلنا نعاني من الخونة والمتآمرين والمارقين والمتاجرين بكرامة المواطنين.

قال طرفه بن العبد:

كل خليل كنت خاللته – لا ترك الله له واضحة – كلهم أروغ من ثعلب – ما أشبه الليلة بالبارحة.

الشاهد هنا (ما أشبه الليلة بالبارحة ) نعم فقد عصفت الخلافات ببني الوطن الواحد واصبحت وحدتنا تحت رحمة مجموعة من الفرق والاحزاب والجماعات ، وتبدد حلم قديم فقد فشلت الاحزاب في الوصول لصيغة مثلى للحكم كما انها فشلت في حل مشكلة الجنوب وكان الانفصال عام ٢٠١١م وترتب على ذلك انهيار الاقتصاد.

إن الاستقلال الحقيقي هو ان ينبذ الشعب التبعية وان يعي ان نهضة البلد وتطوره فرض عين علينا جميعا وان نبتعد من القبلية والجهوية والعنصرية عدا ذلك سيبقى الوضع في مربعه الاول. نسال الله ان يسدد.خطانا وان يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه٠

الشيخ يوسف التوم المبروك رمز من رموز الجزيرة يقول :

في البدء دعونا نترحم على الوطنيين

الأصليين الذين مهروا استقلال السودان بالدماء الطاهرة النقية من كل شائبة وخائنة وعلى أبُ الوطنية الازهري ورفاقه الكرام.

ومن ذكريات الاستقلال ونشوته وفرحته وعظمته وحلاوته وبهجته

ونحن صبية في الخمسينيات نشاهد المفتش الانجليزي المستعمر لبلادنا يجوب مشروع الجزيرة متفقداً ومرشداً للمزارعين و نحن نحسبه متسلطاً ومستعمراً نخاف منه .

فأعلن الاستقلال وغادر المستعمر بلادنا وتذوقنا طعم الحرية والاستقلالية ،ورفعنا في كل بيت علم بثلاث ألوان زاهية بهية ، وتلك حقبة زاخرة بالعطاء والرخاءولكن سرعان ما ظهر الحكام من احزاب وعسكريين وعّم الفساد البلاد والعباد والله المستعان .

اما الأستاذ محمد حمد نائب رئيس المجلس التشريعي لرابطة أبناء الجزيرة بجدة عبر عن ذلك تحت عنوان :

*الراية والسارية المتكية*

⚜️⚜️⚜️⚜️⚜️

 

تطل علينا الذكري السابعة والستون لاستقلال بلادنا ونحن نتدحرج إلى الخلف يوما بعد يوم عكس نظرية التطور المعروفة..

غادر الإنجليز بلادنا وتركوا لنا خدمة مدنية عالية الانضباط وتعليم مجاني رفيع المستوى وكذلك الخدمات الصحية وتركوا لنا بنية تحتية متينة لكثير من أوجه التطور ..تركوا لنا مشروع الجزيرة وهو واحد من أعظم المشاريع الزراعية على وجه الارض..هذا المشروع المعجزة يغطي مساحة واسعة بتشكيلة متنوعة من المحاصيل الزراعية التي كانت تغطي الاحتياج المحلي وتوفر العملة الصعبة تدعمها في ذلك محالج الحصاحيصا ومارنجان ومطاحن الغلال في قوز كبرو والمناقل ومصانع نسيج في مدني والحصاحيصا والحاج عبدالله وغير ذلك..

للاسف لم نحافظ على الموروث والبنية التحتية بل استهدفناها بتدمير ممنهج فاختفت الاصول وغدت أثر بعد عين ..

بلادنا من أغنى البلدان على وجه الارض بفضل ما حباها الله من ثروات : أراض شاسعة وخصبة..مياه وفيرة في الانهر والاودية والخيران والأمطار بالإضافة للثروات المعدنية والحيوانية والسمكية والمعادن النفيسة وغيرها من خيرات لا تحصى ولا تعد ..

كل ذلك فشلنا في إدارته من أجل انسان هذه البلاد وأصبحنا نستورد غذاءنا ودواءنا وابسط احتياجاتنا من الخارج ونستجدي الدول لاغاثتنا عند حلول كل خريف..

لقد فشلت صفوتنا السياسية في ابتداع النظام السياسي الذي يدير هذا التنوع من أجل مصلحة الجميع ووضع هذا البلد في مصاف الدول المتقدمة بدلا من البحث عن الأوطان البديلة..

الى متى تظل راية استقلالنا فوق السارية المتكية؟

ومتى يسطر التاريخ مولد شعبنا وخروجه من هذه الحياة البائسة التي تنعدم فيها الضروريات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى