
جدة:الخرطوم:مدني نيوز
اجرته:تيسير محمد عوض /جدة
المربي الفاضل الاستاذ محمد عوض سليمان رئيس المجلس التشريعي لرابطة ولاية الجزيرة بالمملكة العربية السعودية /جدة
ماذا انت قائل في هذه المناسبة العظيمة ذكرى استقلال السودان المجيد ؟؟؟
بعد ٦٧عاماً يعيد السودان دورته عندما توحدت إرادة الشعب ضد الإستعمار في خمسينات القرن الماضي وتحالفت الحركات النقابية، والمثقفون الوطنيون والاحزاب والطلاب والجنود والخريجون من أجل إنهاء حقبة حكم المستعمر الانجليزي المصري وإستمر النضال حتى تم تتويجه بإتفاقية الحكم الذاتي ١٩٥٣م نتج عنها ترتيبات دستورية كفلت للشعب السوداني حرية التعبير و النشر والتنظيمات الحزبية ،وقيام إنتخابات حره ،ادى ذلك الى تكوين أول برلمان سوداني الذي برع أعضاؤه في الاتفاق للتصويت بالإجماع على نيل السودان إستقلاله من الحكم الإنجليزي المصري ، باقتراح من العضوعبد الرحمن دبكة وتثنيته من العضو جمعة سهل لتتم الموافقة بالإجماع وحدث ذلك في جلسة البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م.
تم الإحتفال والإعلان رسمياً عن إستقلال السودان في الاول من ياناير ١٩٥٦م بحضور قيادات الحكم الثنائي والاحزاب والنقابات وكل فئات الشعب السوداني الذين توافدوا من كل أنحاء السودان لحضور هذا الحدث الكبير .
وقام قادة الحكم الانجليزي المصري بإنزال العلمين الانجليزي والمصري من سارية القصر الجمهوري ورُفع علم السودان بألوانه الزاهية الازرق الأخضر والأصفر بحضور القيادات السودانية التاريخية الرائدة التي قادت النضال السادة _الزعيم إسماعيل الازهري_ ومحمد أحمد المحجوب\ والإمام عبد الرحمن المهدي _والسيد علي الميرغني -والاستاذ احمد خير_ وَعَبَد الله خليل وغيرهم من الرموز الوطنية الهامة .
وتكونت أول حكومة وطنيةبرئاسةالسيد اسماعيل الازهري بدأت ترسم وتخطط سياسة نهضة السودان الحديث بعد الإستقلال وترضي الجموع التي قادت النضال الشرس ضد المستعمر الذي جسم على حكم البلاد ٥٧ عاماً ، وتم الإتفاق على دستور موقت كفل حرية التعبير والنشر والتجمعات والمواكب
وتكوين الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية وإثراء الحركة الثقافية والرياضية والاجتماعية .
وقامت الحكومة بتأسيس علاقات خارجية اساسها المنافع والمصالح المتبادلة نالت احترام العالم .
إلا ان فرحة الشعب السوداني لم تدوم طويلاً حيث كثرت الخلافات الحزبية خاصة بعد إستلام حزب الامة الحكم برئاسة رئيس مجلس الوزراءانذاك السيد عبد الله خليل الذي قام بتسليم السلطة للجيش الذي كوّن المجلس الاعلى للقوات المسلحةوحكومة برئاسة الفريق ابراهيم عبود في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨م
قامت هذه الحكومة خلال الست سنوات بإصلاحات إقتصادية وتعليمية كبيرة واهتمت بالمشاريع الزراعية والصناعات الا ان احداث التمرد في جنوب السودان مع كبت الحريات أدت الى قيام مظاهرات توفى فيها الشهيد القرشي وأدت الى قيام ثورة اكتوبر ١٩٦٤م التي بدأت شرارتها من جامعة الخرطوم أنهت حكم الفريق ابراهيم عبود واستلم الجيش السلطة قامت فترة إنتقالية بقيادةرئي الوزراء سر الختم الخليفة،و تم تنظيم انتخابات حره أدت الى قيام حكومة ائتلافية من حزبي الأمة والوطني الاتحادي برئاسة السيد الصادق المهدي ،لم يستقر السودان خلال هذه الفترة للتمردالمستمر بجنوب السودان الذي كان له تأثير كبير على التطور الاقتصادي والنهضة في السودان.
وبدأت الحاميات السودانية تتساقط في يد المتمردين بالجنوب الأمر الذي أدى لقيام انقلاب ١٩٦٩م بقيادة
جعفر نميري الذي استمر في الحكم ستة عشر عاماً ،بدأت بخطة اقتصادية طموحة شهد السودان فيها لأول مرة قيام العديد من المشاريع الزراعية والصناعية .
إستمر النضال ضد حكم العسكر بقيادة الأحزاب ومساعدة بعض دول الجوار أدت الى قيام ثورة إبريل ١٩٨٤م تولى الجيش السلطة بقيادةالمشير سوارالدهب الذي قام بتأسيس دستور لقيام انتخابات لمدة عام واحد لفترة انتقالية و تشكيل حكومةبعدالانتخابات برئاسةالسيدالصادقالمهدي بعد فوز حزب الامة بالانتخابات .
وفي يونيو ١٩٨٩م انقض العسكر مرة أخرى على الحكم بقيادة عمر البشير ومجلس ثورته الذي حكم البلاد ٣٠ عاماً انتهت بثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٩م.
وحصيلة هذه الانقلابات والفترات الانتقالية لم يتحقق حلم الشعب السوداني بالاستقرار السياسي فلا زال الوطن والشعب يئن من الفقر والجوع والغلاء والانهيار في كل المجالات مع اختلافات الأحزاب التي لم تتوحد كلمتها وإرادتها في تكوين حكومة انتقالية تعمل على وضع أسس لقيام انتخابات تعمل على استقرار الحكم الديمقراطي المنشود الذي ينشل الشعب مما هو فيه من تيه وضياع .
المصدر تيسير محمد عوض