مقالات

قلنا راح (الحواكير)

فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

مدني:مدني نيوز

مهند المقبول

جُبل الإنسان ومنذ قديم الأزل على حب التملك والاقتناء وذلك إما لحوجته للتملك أو لخوفه من عدم الاقتناء لاحقاً.

 

إذاً؛ فنحن عبر هذه الإطلالة بشأن الحديث عن موضوع أو قضيه قديمة جداً ولكنها في نفس الوقت متجددة ما وجد الإنسان، ألا وهي قضية (الحواكير والحيازات)..

 

نقول: “احتكر فلان الطعام إذا منع غيره من هذا الطعام. وأيضاً في السُنة المطهرة عن أَبِى هُرَيْرَة، رضي الله عنه: “إذَا وَردْتَ الحَكَرَ القَلِيلَ فلا تَطْعَمْه”.. الحَكَر: هو المَاءُ القَلِيل المُجْتَمِع، وكذلك القَلِيل من الطَّعام واللَّبَن، كأنه احتُكِر لِقِلَّتِه.. ومنه الحَدِيثُ: “مَنِ احْتَكَر طَعاماً”

 

وليس ببعيدٍ عن هذا المعنى؛ أو بالأحرى عن هذا القول وكما عبر عن ذلك أحد الشعراء قديماً بقوله: ” نَعَّمَتْهَا أُمُّ صِدْقٍ بَرَّةٌ وَأَبٌ يُكْرِمُهَا غَيْرُ حَكِرْ.. ” بمعنى من دون أن يبخل عليها..

 

وكلمة (حاكورة) عند بعض الشعوب والدول تطلق على الأرض المجاورة للسكن؛ حيث تتم زراعتها واستغلالها لعدد من الأغراض.

 

بالإشارة لعدد من الدساتير في دول مختلفة، نجد أن الأصل في ملكية الأراضي للدولة. ولكن لسبب أو لغيره قد يتم التغول على (الملك الحكومي)، فكثيراً ما تنشأ هذه الظاهرة (طرفياً) أي في الأطراف، على الرغم من أن هذه الأرض (المتغول عليها) قد يكون بها مورد قومي(بترول- ذهب -كروم–الخ)..

 

او لربما يصلح هذا الموقع لأن يكون مرفقاً عاماً واستراتيجياً، فلذلك تضطر الدولة لاسترداد ملكيتها هذه بتعويض أو غيره؛ وذلك وفق المصلحة العامة..

 

منطقياً حيازة شخص معين لشيء معين لا يعني ملكيته له.. في هذا الشأن لعبت الإدارات الأهلية أدواراً مقدرة في حل مشاكل الحيازات والحواكير جنباً إلى جنب مع جهات الاختصاص، ومن هذا المنبر الحر نحيي الأدوار المجتمعية التي كانت تقوم بها وذلك لما تمثله من رمزية ومن تقدير.

 

وعلى ذكر الإدارات الأهلية وقادتها؛ لمعت أسماء كثير من النظار والشيوخ والمكوك وذلك ليس لما قدموه لمناطقهم وعشائرهم فحسب؛ إنما للسودان عموم..

 

نذكر على سبيل التمثيل لا الحصر؛ لن ينسى الناس حكمة الشيخ أبو سن وأقواله التي صارت مضرباً للأمثال..

 

كذلك الشيخ بابو نمر وغيرهم من الرموز الأهلية والتي قدمت للسودان تجربة رشيدة، وأيضاً هذه التجربة ينتظر منها أيضاً.. وهذه التجربة تستحق الوقوف عندها.

 

نختم قولنا بأن حل مثل هذه القضايا من شأنه أن يدعم قضايا السلم الاجتماعي.

 

فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى