
ياسر مدني
لا يختلف معي أحد على أن شماعة الإمكانيات ستظل موجودة في بلادنا في كل العهود إلى أن يرث الله الأرض حتى( نعلق ) عليها فشلنا وخيبة أملنا ، و هذه الشماعة واقع مرير ظل معنا منذ عهود سحيقة ، تم تخصيصه فقط لمؤسساتنا المحروسة ، وفي الحقيقة يجب أن نعترف أنه توجد بعض المؤسسات في الدولة شحيحة الإمكانيات ، والموارد ، ولا تمتلك الميزانية التي تؤهلها لتحقيق أهدافها ، ويمكن لأحدكم أن يتخيل معي مثلاً أن المؤسسة الفلانية تحتاج لتنفيذ خططها في العام إلى 100 آلة بينما نجدها لا تمتلك سوى 10 آلات أو أكثر ، وفي نفس الوقت تمتلك مئات الموظفين ، والعمال ، وأن تنفيذ المشروع الفلاني يحتاج إلى توفير نسبة 60% من المواد بينما المتاح نسبة 20% ، و أن مدة التنفيذ لأحد المشاريع الإستراتيجية ثلاثة أعوام فيتم تنفيذه في مائة عام ، وهكذا ستواجهنا شماعة الإمكانيات شئنا أم أبينا ، و مثال آخر سيأتي الخريف كل عام ليجدنا لا زلنا نضع الخطط والبرامج للحد من آثار السيول والأمطار ، وسيفيض النيل العظيم لتجرف مياءه البيوت التي يعاند أهلها من الإنتقال منها إلى موقع آمن ، وستمتلئ شوارعنا بالمياه والأوحال ، و سينجح الموسم الزراعي إعلاميا داخل قاعات المؤتمرات أمام أضواء الكاميرات.. لا لا بل ستنجح كل الخطط في كل المواسم بطريقة مضحكة ، و إذا فشلت لا شيء يهم لأن الشماعة موجوووووودة.