رأي
أخر الأخبار

مداد العلماء

عمر بن عبدالعزيز

بروفيسور/ محمد بشير منصور

من أعلام العلماء عمر بن عبد العزيز الذي تربى في بيت الإمارة إذ كان والده أميراً على مصر وهو من سُلالة  أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) سورة الأعراف الآية: (58).

فعمر عبد العزيز هذا الفتى النابغة دفع به والده إلى المؤدبين من العلماء ومنهم سفيان الثوري رضي الله عنه فقيه أهل زمانه والمؤدبون يعلمون الصبيان اللغة العربية بفنونها والخطابة والفقه والتفسير وعلوم الحديث فلما انتهت الفترة التي حددها العلماء لعمر بن عبد العزيز كي يجيزوه قال سفيان الثوري ذهبنا لنعلم عمر بن عبد العزيز فإذا بنا نتعلم منه فكان شاباً تقياً ورعاً لم تؤثر فيه دعة الحياة التي نشأ فيها تحت رعاية والده الأمير.

وقد عاصر عمر في عصر حكم بني أمية سلمان بن عبد الملك وهو شاب، صحب يوماً سليمان بن عبد الملك لاستعراض الجيش والقوة فقال له سليمان ما تقول في ما ترى؟ وسليمان يعلم زهد عمر وورعه يريد منه كلمة إعجاب بالصولجان الذي يمتلكه سليمان والقوة القاهرة فقال عمر لسليمان: (دينا يأكل بعضها بعضاً وأنت المسؤول عنها المأخوذ بها يوم القيامة).

والرجل رغم علمه وكفاءته كان زاهداً في الحكم؛ وقد عاصر عالم أهل زمانه الفقيه رجاء بن حيوة؛ ورجاء يعلم أن أبناء عبد الملك بن مروان الذين توارثوا الحكم بعد أبيهم لم يحسنوا صنعاً في الحكم فأراد أن يقوم بحيلة فقهية تؤول بها الإمارة إلى عمر بن عبد العزيز الرجل الفقيه الصالح فترجى سليمان بن عبد الملك في مرضه أن يكتب له موثقاً سرياً يُولى فيه بعده عمر بن عبد العزيز إمارة الحكم فأخذ رجاء الوثيقة ولم يبدها لأحد حتى مات سليمان بن عبد الملك فجمع رجاء الناس في المسجد وأعلن إمارة عمر بن عبد العزيز على المسلمين بدلاً عما تعوده الناس من أن الإمارة لا تخرج عن أبناء عبد الملك بن مروان وأراد عمر أن يعتذر ولكن الناس قالوا له لانقيلك ولا نستقيلك.

وفي أول خطبة له قال لأقاربه من بني أمية ردوا ما عندكم من أموال إلى بيت مال المسلمين فإنما أخذتموه بجاه آبائكم، ولما أرادت خالته فاطمة بنت مروان أن تنصحه برد مال بني أمية إليهم قال ياعماه هو مال المسلمين ورددته إلى بيت المال (وإن يوماً أخشاه في الله لا وقيته فعم الرخاء في عهد الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز حتى لم يجد مال الزكاة من يأخذه وكان يقول للمسلمين أنثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يهاجر الطير إلى بلاد الكفار فيعيبون علينا أن هذا الطير جاء مهاجراً من بلاد المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى