منوعات

مريم الشجاعة 

كانت مريم الشجاعة قصة رائعة

ياسر مدني

نحن بكل فخر جيل مريم الشجاعة تلك الصبية الصغيرة التي أنقذت مئات الناس من موت محقق عندما أشعلت النار لتنبيه سائق القطار والذي سميته لبناتي في حجوة المساء عم عثمان .. حتى لا يسقط في الحفرة بعد إنزلاق خط السكة حديد عن مساره..

كانت مريم الشجاعة قصة رائعة لازالت في الذاكرة وكنت كلما سمعت بأي حادث قطار في أي مكان في العالم أردد لنفسي بسذاجة : آه لو كانت مريم موجودة لتمكنت بأي وسيلة من إنقاذه ، والآن وبلادنا تدخل هذا المنعطف الخطير الشبيه بقطار مريم وتحيد عجلات القاطرة عن مسارها أجد أننا في أشد الحاجة إلى عملية إنقاذ من مريم الشجاعة ولكن ؟ بكل أسف مريم ماتت في صفحات الكتب والمقررات والمناهج منذ سنوات خلت ولم تعد موجودة لا في المدرسة ولا حتى في بلادنا التي إنزلقت في مطب القبلية والموت بالجملة مع سبق الإصرار والترصد لتدب الفتنة في كل عربات القطار التي بدأت تسقط في هوة سحيقة عربة وراء عربة وفي داخلها وطن بأكمله كان يمكننا العمل على إنقاذه وتنبيه العم عثمان قبل فوات الأوان..

ولكن ؟ مريم ليست موجودة ولم يعد لها أثر نعم لقد إختفت الصبية التي أحببناها وظللنا نحكي قصتها لأولادنا السُمر وسط نجوم السماء وهي تلمع ، وكذلك عم عثمان الذي ما أن شاهد النار حتى إستجاب للتنبيه والتحذير فأوقف عجلات القطار حتى تتم عملية إصلاح الطريق ليسير بلا مطبات بلا خوف بركابه إلى بر الأمان ، ولكن عم عثمان في هذا الزمن العجيب لا يريد التوقف ولايريد أن يأخذ حذره ولا حتى ليستمع لتنبيه وتحذير ألف مريم ، ومريم ..

 

 

yassirmadani@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى