تقارير
أخر الأخبار

مستحضرات التجميل.. تنامي الظاهرة

تنامي مضطرد للأمراض المهلكة للإنسان

تقرير/ راشد حامد عبد الله

تعتبر الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس فرع ولاية الجزيرة، مستحضرات التجميل من القضايا الكبيرة والشائكة التي تحتاج لتضافر جهود الجهات الرسمية، والشعبية، والشرطية، والأمنية لضبط حركتها في ظل تنامي مضطرد للأمراض المهلكة للإنسان كالسرطان، والفشل الكلوي.

ومن واقع تجربة الهيئة الطويلة، فإن الكثير من مستحضرات التجميل تشكل خطراً داهماً على صحة الإنسان وسلامته، فمنها ما يدخل بكميات كبيرة عن طريق التهريب ويحتوي على مواد (الهيدروكينون، والكورتيزون، والزئبق، والرصاص) المحظورة من المجلس القومي للصيدلة والسموم.

 وتمارس بعض الجهات عمليات تحايل على القنوات الرسمية لإدخال هذه المواد؛ إذ تم- في وقت سابق- ضبط عدد (400) كرتونة من مستحضرات تجميل تتضمن تركيبتها الهيدروكينون والكورتيزون وذلك في حاوية تحتوي على (1200) كرتونة مكتوب في مستنداتها الرسمية أنها معاجين أسنان..

كما تؤدي عمليات الفحص والتحليل إلى الكشف عن هذه المواد التي لا تكون مضمنة في ديباجة العبوة.

ويتطلب تنفيذ حملات التفتيش بالأسواق كما ذكر مسؤولون سابقون بالجزيرة، ترتيبات استثنائية مع جهاز الأمن والشرطة، والصيدلة والسموم يراعى فيها التكتم، لأن تسرب المعلومة يعطي الفرصة لإخفاء هذه المواد المحظورة.

وقد تلاحظ من خلال حملات سابقة وجود الكثير من المستحضرات على قارعة الطريق يتعامل معها أشخاص أمِّيون غير مدركين لتفاصيل هذه المواد، ومنهم من يقوم بعمل (خلطات) من هذه المستحضرات..

هذا بجانب وجود مستحضرات صيدلانية في الأسواق رغم أن الوضع الطبيعي يقتضي تواجدها داخل الصيدليات وخاضعة لرقابة ذوي الاختصاص.

ويلجأ البعض إلى تغيير أسماء بعض العلاجات كحبوب السكري واستخدامها كمستحضرات تجميل، بجانب استخدام كبسولات ألم المفاصل لتفتيح البشرة كأحد الآثار الجانبية لهذا العقار..

ويشدد مختصون على ضرورة رجوع مستحضرات التجميل للصيدليات لتكون خاضعة للرقابة، وقفلاً للباب أمام التهريب.

وللون (الفاتح) قيمة اجتماعية في نظر البعض، غير أن هذا الأمر قد يأتي على حساب مادة (الميلانين) التي تقي الجلد من أشعة الشمس، والأشعة فوق البنفسجية، والحمراء..

فاستخدام هذه المستحضرات يؤدي لتعطيل هذه المادة في خلايا الجلد ما يعرض الإنسان لمخاطر كبيرة، فالعناصر الثقيلة كالزئبق، والرصاص لها القدرة على التغلغل إلى نخاع العظام والمخ مسببة أضراراً كبيرة للجسم..

وحذروا من خطورة التشارك في مستحضرات التجميل التي ينبغي أن يكون استخدامها شخصياً منعاً لانتقال الأمراض.

وتعهدت الهيئة التي رعت حملة (أنت جميلة) بتسخير كافة إمكانياتها لخدمة أهداف التوعية والتثقيف بخطورة هذه المستحضرات، مع قيادة حملات تفتيشية غير معلنة لضبط المخالفات والممارسات غير الصحية، ومكافحة المواد الضارة بصحة الإنسان على مستوى محليات الولاية.

 وكانت الهيئة قد ضبطت في وقت سابق أكثر من  (50) ألف حبة تسمين، و(3) آلاف عبوة كريمات تحتوي على مركبات هيدروكينون، وكورتيزون، ومستحضرات صيدلانية.

وتحولت الجزيرة بحكم موقعها الوسطي ومجاورتها للولايات الحدودية إلى ما يشبه مركز التوزيع للولايات الأخرى بحيث ترد إليها كميات كبيرة جداً من الكريمات والأدوية المهربة بحسب مسؤولين سابقين بوزارة الصحة الولائية ..

وقد باتت الحاجة ملحة إلى التوعية الصحية فالقوانين قد تقف عاجزة أمام محاربة ما يرتبط بالعادات والتقاليد ومعاشر النساء أو ما يتعارف عليه بـ(الجنس اللطيف)..

 وعلق مسؤولون على ذلك بقولهم: (الكريم ده بتجيبو بتجيبو).

وبالرغم من حدوث إشكاليات وصلت في بعض مراحلها إلى الوفاة، إلا أن عملية الاستخدام ما زالت مستمرة ما يحتم البداية بالنفس، والبيت قبل المجتمع.

ويعول مختصون على الدور القيادي لطلاب المدارس في الدفع بهذا العمل من خلال تضمين التوعية في المناهج فهنالك كثير من الممارسات تتم في مناطق نائية ومعزولة..

هذا بجانب الاستفادة من سياسة التنقل من منزل إلى منزل التي يطبقها طلاب كلية الطب جامعة الجزيرة، وتفعيل العمل من خلال الشراكات لتوصيل مختلف الرسائل.

وما يضفي مزيداً من التعقيدات على الأرض، هو ازدهار تجارة المستحضرات بشكل شخصي نظراً لعائدها المادي الكبير..

بجانب توظيف وسائل التقنية الحديثة وعلى رأسها (الفيس بوك) لعرض وتسويق الخلطات والكريمات حيث تتم هذه الأنشطة داخل المنازل بعيداً عن عين الرقيب ما يتطلب العمل من خلال المرأة واستهدافها بالتوعية تفعيلاً لجهود استئصال هذه الممارسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى