
مدني:مدني نيوز
بقلم هالة حامد
هذه الدار التي لا نريدها ولا نتمناها أن تبني بمجتمعنا ….هل يعقل بوطني تكون دار للمسنين ؟!.بكل الزخم العاطفي اللي بدواخل الشعب السوداني والكم الهائل من الموروثات السمحة عن التماسك واللمة والبيوت الواسعة وكتييير من عادات وشواهد تنفي أن تبني دور للعجزة والمسنين …
الحبوبة والجد مرات نقول ليه ابوي ويابا ويمة وأمي مفردات مترعة بالحنين والحب ..مع ذلك نبني دارا لأجمل حقيقة بالوطن الحبيب هي الكبير وتوقيره واحترامه وضربنا الأمثال بذلك بين الشعوب ..لا وألف لا أهلنا الطيبين .لا تشبهنا هذه الدور والمنازل القبيحة التي تدعو للتفرقة والشتات والجفاف العاطفي ..
زرت دورا للمسنين قبل فترة تألمت كثيرا رأيت كبارنا وسندنا والماعندو كبير يفتشه ..توجعت واعتصر قلبي ألما عندما رايت شبيهة حبوباتي الزمان اللي ما شبعنا منهن حكاوي وحب وحنان و للاسف أمهات ليس بمسنات ..تلك الأم التي حملتنا تسع أشهر ومخاض ربما يذهب بروحها وربت وكبرت وبعد ذلك تكافأ بنفيها في دار لا دفء ولا وتحنان ولا رعاية بل تنتنظر من غرباء يحملون حبا وطعاما وملبسا..رأيت أمي التي آلمني فراقها وتمنيت أن ترجع لأبرها من جديد ورأيت أبي الذي كان يقول لي بآخر لحظاته بيننا خليك جنبي شوية ولا كيف عندما كان يحتضر وينظر لي مليا وتجري دموعه الغالية ياااااه …
يالهذه القسوة من أين أتت ياهؤلاء ومن أي لبن رضعتوا ..دعوة صادقة من القلب لا تركنوا والديكم بدور بعيدة عن حياتكم ولمن. ؟ من أجل حياة زائلة ومن أجل زوجة تريد فقط أن تبعد والدك ووالدتك عن حياتها ،!!..تبا لهذه الزوجة أو الزوج الملعونين ..مهما صعبت حياتك لا تترك والديك ولا حتي جدك أو جدتك بدار ترعاهم لكي لا تتكرر لك وكما تدين تدان ..نحن شعب طيب الأعراق لا تشبهنا عادات الشعوب الباردة التي لا تلين لها قلوب ولا تحرموا ابنائكم من حياة دافئة مملوءة بحب الوالدين وحكاويهم …كونوا أوفياء لمن كانوا سببا بوجودنا ….دمتم أعزائي