رأي

هل عشق ” المستديرة ” ذكوري

فيفا قطر ٢٠٢٢

الدوحة:الخرطوم:مدني نيوز

بقلم :عواطف عبداللطيف
أعترف أنني لم أكن شغوفة بهذه المستديرة ولكن ومن خلال الاهتمام بأن تنال قطر هذا الشرف ما جذبني ولله الحمد أثبتت التجربة التي نعايشها حاليا بفعاليات كاس العالم ٢٠٢٢ أنه حقا مستحقا وانجزت الدوحة تفاصيله وما زالت وبجدارة كاملة شهد بها القاصي والداني ..

وقطر بتنظيمها بل نجاحها الباهر وعلي أصعدة ثقافية سياحية ترفيهية متزامنةُ حضني للتحري عن هذا ” الهوس الجامح ” إن صح التعبير لدي عموم الرجال وعلي اختلاف أجناسهم ومللهم بهذه المتدحرجة .. فيا ترى هل لامتلاكهم طاقات عالية أكثر من النساء ومنذ نعومة اظافرهم ..

هذا ما كنت اعتقده فاذا مارتن سليغمان استاذ علم النفس بجامعة بنسلفانيا يقول من الصعب المجادلة بان مشاهدة كرة القدم لا تفي بهذا الغرض لكثير من الناس لمشاهدة لاعبينهم المفضلين وهم يتجاوزون خطوط دفاع الفريق الخصم ليسجلوا هدفا صعبا بحركة اكروباتية من المحتمل ان تتسبب بإنتاج كمية كبيرة من الدوبامين الذي يعتبر من الناقلات العصبية المسؤولة عن شعورنا بالسعادة والرضا بل ان هناك كثير من المتعة الفطرية في مشاهدة التلفزيون من علي مقاعد مريحة مع الطعام والشراب الذي يشاركه المتابع مع اخرين .. ويضيف ان تشجيع فريق جسور ومصادم يعطي الالهاء ويبعدنا عن مشاكلنا الشخصية وكل ما يتعلق بالذات ويدمرها ووجدت دراسات ايضا ان اولئك الذين لديهم هدف في الحياة يتمتعون برفاهية أعلي ويعيشون طويلا وتشجيع فريق محبب في المدرجات وشراء علاماته واحذيته يجعل هولاء ايضا يشعرون بالارتباط بالفريق او بالنجم وربما يتمنون ان تماثل قدراتهم قدراته ويطابقون الناجحين بذواتهم ولا شعوريا يصنعون من ذاتهم أبطالا .. ويقول احد المحللين ان الرجال عادة يخجلون من أظهار مشاعرهم الايجابية كانت او السلبية وبالذات العاطفية لكن المستديرة تتيح لهم الكثير من التصفيق والصراخ والبكاء وربما احتضان بعضهم بعضا او ما يليهم بالمقاعد حتى ولو كانوا غرباء عنهم .. وتفريغ شحناتهم المكبوتة والقوية وبكامل العفوية والحرية .. ألم أقل لكم أن في هذه المستديرة سرا دفين فهي تجذب ايضا صغارنا للتلاعب بأي ما يستطيعون أن يركلوه بأرجلهم الناعمة ولكن بخشونة .. نعم انها ” المستديرة الما ليها أمان ” كما يقول المثل وها هي البرازيل تخرج رغم أنها كانت تتربع علي القمة .
عواطف عبداللطيف
Awatifderar1@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى