مقالات

وهم الحرية

(الثقافة )

الدوحة:الخرطوم:مدني نيوز

بقلم الدكتور الهور

ما الذي يجعلك تعتقد أنك تسيطر على الاحداث من حولك ، وما الذي يجعلك تعتقد انك من اختار نوعية حياتك او عملك او دراستك او زوجتك او اَي شيئ موجود حولك ، حتى الأفكار التي تتبناها والايدلوجيا التي تؤمن بها ، ما الذي يجعل كل ما نحن عليه خيار قمنا نحن باختياره ،

بعد اعادة النظر من أكثر من زاوية اجد اننا لا نختار شيئاً بل نتفاعل مع الاحداث كل بطريقته ، ولتوضيح ذلك دعونا ناخذ مثال ، اذا كان احدهم يشعر بالعطش فسيقوم بشرب الماء معتقداً بذلك انه قرر ان يشرب الماء وأنه حر في قراره ولكن الحقيقة انه شرب الماء لتلبية حاجه طبيعية لجسمه بل انه مجبر على ذلك القرار وعليه تنتفي صفة الحرية بقراره ، على ذلك ولنأخذ اَي مسأله فكرية معقدة مثل مسالة الوجود وسببه ونهايته حيث اننا نعلم جميعاً اننا نتقدم بالعمر لنصل الى نهاياته ولكن يبقى عمل الواعي منا هو التمسك بالحياة كانما لا تنتهي علما اننا لسنا اصحاب قرار في ذلك وأنها ستنتهي لا محال وهذا أيضاً يؤكد فكرة انعدام الحرية في اتخاذ القرار ابتدائاً من شربه الماء وصولا الى قرار الوجود بحد ذاته ،
اننا اوفياء لما نؤمن به وان ما نؤمن به هو وليد القناعات التي تولدت لدينا من محيطنا وبيئتنا والتي لم نختارها وليس لنا يد في وجودها لذى حتى مشاعرنا التي هي وليدت افكارنا و وفائنا لما نحب ونؤمن هو رده فعل و تفاعل مع معطيات لم نقم باختيارها ،
انني اجد ان هذا التعقيد لابد ان يقود الى وجود خطة محكمة تسير هذا الكون وآن الله أوجد الطريق للجميع كل بما يناسبه وترك لنا النوايا التي في القلوب فهي موطن الحريه الوحيدة في حياتنا وهي موطن التكليف الأصلي الذي نحاسب عليه .
وفي نفس الإطار يمكن تخيل مستقبل اَي مجتمع اونظام او دولة بنأً على دراسة معطياتها الراهنة وتاريخها الذي يلقي ظلاله على الواقع ،
كذلك بالإسقاط الاداري للفكرة اجد نجاح او فشل اَي عمل او شركة او منظمه يمكن ان يتم توقعه حتى من قبل ان تنفذ الفكرة و تفتتح الشركة وبغض النظر عن الجهود التي ستبذل بها ، وذلك من خلال دراسة بيئة العمل بكل مكوناتها لان نجاحها او فشلها ليس قرار من يفتح الشركة ولكنه رده فعل مثل شرب الماء لشخص عطشان ليس لانه قرر ذلك ولكن لضرورة بشريه.
ان بعض الأشخاص يعملون الخير في حياتهم قرار منهم باعتقادهم ولكن ذلك توفيقاً من الله كشرب الماء ، والآخر يعمل الشر بسوء نية تبعا لمكان حرية الخيار وهي النية ،
انني في هذا المقال لا ادعي فهم كل ما يحيط بي من مكونات الحياه ولكن احاول ان اتسائل علي اجد الحلول واشرك معي العقول النيرة لفهم ما تبقى لم يفهم بعد في ما تبقى من العمر لم يفنى بعد ، والى ذلك الحين هذه تحية والى لقاء .
بقلم الدكتور الهور

المصدر:الهور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى