الدوحة :الخرطوم:مدني نيوز
عواطف عبداللطيف -قطر
لعقود طويلة ظل الساسة العرب يجتمعون ويلتفون بعضهم بعضا بالفنادق الفاخرة وحول موائد مضخمة بالملفات والمستندات والقضايا الملتهبة وبما لذ وطاب ويطلون عبر الفضائيات ليعلنوا لشعوبهم المقهورة أن العمل العربي المشترك يسير ” تمام التمام ” وان ما صدر من قرارات بمضابط مؤتمراتهم من عاصمة لاخرى سيوحد صفوفهم ويوفر لجميع شعوبهم لقمة العيش الكريم وتعليمهم وصحتهم ولكن ما أن ينفض الجمع إلا وتتبعثر اقوالهم مع نسمات الهواء ولا يبقى منها علي ارض الواقع إلا السراب الذي لا يغني ولا يشبع من جوع ..
فاذا بالمستديرة اللعبة الاشهر علي المستوي العالمي تأتي طيعة بارادة وعزيمة دولة قطر وتركل كل ما قبلها من لقاءات ومداولات سياسية بل تعلوا عليها .. الكل يتابع اللقاءات بالفطرة السوية بين الشعوب باستادات الدوحة وساحاتها … ان كأس العالم وما رافقه من فعاليات ثقافية تراثية ترفيهية ترويحية اثبت أن هذه المستديرة لها القدرة التي تفوق ما عداها من حيث وحدة الشعوب وتلاحمهم ان الارجل التي هبطت الدوحة تمازجت وتلاقحت وكأنها جسدا واحد .
ولن أكون قد أضفت جديدا ان سجلت ان قطر باستضافتها لكأس العالم ٢٠٢٢ كأول دولة خليجية شرق اوسطية جاءات بالمخالف الايجابي فهي ومنذ حيازتها لهذا الملف اجتازت باصرار وتخطيط منضبط مفارقات ومؤامرات حبكت لأفشال مساعيها وبرغم ذلك ها هي تدير الملفات المتنوعة والنافعة وباقتدار واضح وفكر ناضج وأبحرت سفنها وسيرتها الطيبة المحيطات والصحارى شرقا وغربا ويكفيها أن هذه الارجل دخلت لاراضيها بانسيابية وانضباطية وسماحة وكرم .. وتلاقت بعضها بعضا .. رغم اختلاف الديانات والعادات والتقاليد ..
نعم نجحت المستديرة في ركل السياسية ولتثبت ان الشعوب تمتلك قيم نبيلة وحممية عالية لحراسة معتقداتها وقيمها الاسلامية العربية النبيلة وعاداتها وتقاليدها المنقحة … وها هي قدسنا حاضرة بقوة ولاعبي المغرب العزيز لعبوا وامتعوا وابهروا ..وحدثوا العالم أجمع عن المستديرة التي ركلت السياسة بتفوق … شكرا الشيخ تميم آل ثاني القائدة المغوار .
عواطف عبداللطيف
Awatifderar1@gmail.com
